شهدت مدينة جده في العقود الثلاثة الماضية نهضة عمرانية كبيرة وزحف عمراني هائل اتجه نحو الشمال وذلك لوجود العوائق الجبلية من جهة الشرق ، إلا ان ذلك العمران لم يواكبه إنشاء بنية تحتية دائمة تتواءم مع هذه الكثافة السكانية المرتفعة التي غادرت من جنوب البلاد وشمالها ومن شرقها وغربها باتجاه جده بحثا عن عمل أو بهدف الدراسة أوطلبا للعلم وأضحت جده ملاذا للمهاجرين من داخل البلاد أو خارجها فصارت كونها بوابة الحرمين والطريق للحجاج والمعتمرين بل والمتخلفين بعد انقضاء المشاعر مرتعا لهؤلاء المتخلفين أو المتسللين ، ولم يواكب هذا التدفق السكاني استعدادا ولا استشرافا للمستقبل ، ولما لم يكن من متخذي القرار أي مساهمة أو معالجة تذكر في حينه حيال ذلك ، ومع ارتفاع الايجارات ومحدودية دخول هؤلاء البسطاء لم يكن هناك بد من التعدي خلسة على أملاك الدولة بالبناء ولو على بطون الأودية تحت نظر بلدياتها الفرعية وأمانتها الرئيسة ، وعندها حانت الفرصة لمعدومي الضمير من هؤلاء الموظفين والمحسوبين على الأمانة والأمانة منهم براء بالصمت بل والتآمر أحيانا وهم يشاهدون هذه المباني والتعدي بالبناء ليقطفوا حصتهم قبل انصرافهم من مقار عملهم فكلما لاحت لأحدهم فرصة حضر لتلقي المعلوم من هؤلاء حتى يتسنى للمخالفين البناء ، ومن يتأمل الوضع في (جده غير) يدرك أن هذه المدينة بحاجة عاجلة للإنقاذ الجذري وفق المعطيات التالية . 1- حصر جميع المتوفين من السيول إحصاء دقيقا وكذا جميع المتضررين في ممتلكاتهم وتعويضهم بشكل فوري . 2- نزع ملكيات مخططات شرق الخط السريع مثل قويزة وكيلو 14 وغيرها التي حدث فيها بناء عشوائي وتعويض أهلها بقطع أراض جديدة وذلك من خلال البدء فورا بتخطيط عدد من الأراضي جنوبجده ابتداء من مخطط السنابل حتى الخمرة بما يكفي للمواطنين وتزويد هذه المخططات بكامل الإمكانيات . 3- قيام جهات مختصة بحصر أماكن مجاري السيول وعمل عدد من السدود في طريق هذه السيول حتى يمكن حفظ مياه الأمطار للاستفادة منها . 4- عمل خزانات كبيرة مستديرة لاستيعاب مياه الصرف الصحي وتوصيلها بأنابيب تتجه نحو شرق جده على بعد80 كيلو متر شرقا لتكون مصباتها هناك . 5- العمل على إنشاء عدد من مشاريع تنقية مياه الصرف الصحي لإعادة استخدمها من جديد. 6- يمكن الإبقاء على بحيرة المسك كبحيرة احتياطية لفتحها عام وإغلاقها عام آخر لخفض نسبة الماء بها وتعزيزها بسدين احتياطيين . 7- عدم إسناد أي مشروع مستقبلي للأمانات لاسيما في مايتعلق بمشاريع البنية التحتية لأي مدينة من بلادنا بل يتم ربط المشاريع من خلال وزارة المالية مباشرة وموافقة المقام السامي . 8- ضرورة التشهير بمن يقوم باستغلال السلطة لمصالحه الشخصية وكشف ستره ليكون عبرة لغيره. 9- ضرورة التخفيف من اتجاه السكان نحو الإقامة في جده من خلال إنشاء مطار في الليث يستوعب الكثير من الحجاج والمعتمرين إلى مكة لوجود ميقات السعدية هناك ، وفي هذا أيضا تطوير لمدينة الليث من جهة أخرى . 10- إنشاء بل إعادة تشغيل ميناء القنفذة بهدف تطويرها من جهة والتخفيف من تجمع السكان في مدينة جده من جهة أخرى نتيجة كثرة الشاحنات التي ترتاد الطريق نحو الميناء البحري . 11- إعطاء صلاحيات أوسع إلى كل عمده في الحي الذي يسكنه للاستعانة بفريق عمل تكون مهمتهم مراقبة الحي بشكل مستمر والقبض على المتخلفين ، فهؤلاء يشكلون عبئا إضافيا على المدينة وعلى مواردها المائية وعلى الطاقة الاستيعابية للصرف الصحي وغيره كما يشكلون خطرا من الناحية الأمنية والأخلاقية . 12- الاستمرار في نزع الملكيات للمباني العشوائية في شرق جده تمهيدا لإقامة فنادق ومرافق حكومية من مستشفيات وغيرها نظرا لقربها من السكان كما تعتبر الواجهة الحضارية التي تواجه الزائر عند اتجاهه نحو مكة على أن يتم تعويض سكانها بأراضي جديدة 13- إنشاء مواقع الكترونية لكل مدينة يتولى فريق عمل لكل مصلحة ملاحظات المواطنين واقتراحاتهم لتحسين الأداء كما يمكن عمل قناة تلفزيونية يتم فيها استضافة أهل الخبرة لطرح أفكارهم ومرئياتهم حول القضية الحادثة وسبل معالجتها . 14- العمل على إنشاء إدارة خاصة بالكوارث تتولى التنسيق والإشراف والمتابعة مع الجهات ذات العلاقة بالكارثة لكي يكون العمل بشكل أفضل . محمد احمد آل مخزوم