قال الدكتور يحيى حمزة كوشك استشاري في الهندسة المدنية والبيئية و أول مدير عام لمصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الغربية ورئيس لجنة المهندسين بالعاصمة المقدسة : إن كارثة جدة ليست بسبب هطول الأمطار، إنما هي لعدم وجود مجارٍ لتصريف السيول المصاحبة للأمطار، مبينا أن موقع مدينة جدة هو في التقاء الأودية. ورفض تحميل المسؤولية على المواطنين الذين يسكنون على مجاري السيول . وحمّل المسؤولية على الجهات المعنية وعلى رأسها أمانة جدة التي سمحت لهم بالبناء ووافقت على المخططات، مبينا أن السكان لم يستطيعوا أن يقطنوا لولا وجود موافقات من قبل كافة الجهات المعنية، بل أنه لن يصدر أي ترخيص للسماح في البناء وإنشاء المخطط وهذه الجهات هي : " الأمانة ، ووزارة البلديات ، والكهرباء " . وتساءل : كيف يتم تخطيط الأرض وتشغيل التيار الكهربائي لذلك المخالف . وحمّل د. كوشك المسؤولية الكاملة على الجهة التي لم توافق على تنفيذ بناء مجاري السيول وهي أمانة جدة آنذاك قبل 30 سنة في عهد أمينها الأسبق المهندس محمد سعيد فارسي بعد أن أصدر الملك فيصل رحمه الله توجيهه إلى وزارة المالية لتنفيذ مجاري السيول لمدينة جدة لحمايتها من السيول التي تصلها من الخارج من الأودية والجبال، وبعد ان بدأت وزارة المالية تنفيذ المجاري لمدينة جدة، واستكملت تنفيذها كانت البلدية غير مقتنعة بوجود تصريف للسيول في جهة الشمال والجنوب، حيث تم بناء سد ترابي أعترض مجرى السيل إلى البحر بموازاة شارع التحلية من جهة الشمال، وأرجع أمينها آنذاك عدم قناعته بحجة أن التربة صالحة لامتصاص المياه ومنسوب المياه الجوفية عميق جدا ، وتم بناء فلل على جزء من المجرى شمال جدة، وكذلك لم يتم إنشاء عبارات على كورنيش جدة لتصب المياه على البحر الأحمر . و كشف عن ان أحد المسؤولين في الأمانة قبل 30 سنة قال آنذاك : " دع الذين من بعدنا يسووا المشكلة " .. وبعدها توالى مسلسل أمناء جدة طيلة تلك السنوات ولم يتم استكمال تلك المجاري، وتركت موقوفة بل أنها دفنت وتم إنشاء المباني عليها، وتم ردم بعضها مع العلم من أن الجزء المتبقي من المجرى الشمالي لا يتجاوز طوله سوى 700 متر فقط، فهذه المجاري في غاية الأهمية لحماية مدينة جدة من السيول، فالموضوع ليس موضوع تصريف أمطار وإنما حماية للمدينة، مؤكدا أنه تم الاعتداء على مجرى السيل الجنوبي والاعتداء على أجزاء منه !!!، وتم ترك مجرى السيل كمرمى للنفايات. وأقترح إنشاء مجاري للسيول أو إكمال فتح المجاري الحالية ، وإنشاء شبكة لتصريف المياه ، وعمل عبّارات تصبّ في كورنيش جدة لصب المياه إلى البحر، وكذلك تعيين لجنة فنية لدراسة المشكلة ومساعدة متخذي القرار لوضع الخطط المستقبلية طويلة المدى وتحويل مجاري الأودية بعيدا عن المخططات السكنية لتصب في البحر الأحمر، واستكمال القنوات المحيطة بجدة سواء كانت القنوات الشمالية أو الجنوبية ، وإيصالها إلى البحر ، وترميم الأجزاء التي تم إزالتها وتوصيلها بمصبات الأودية المختلفة مع عمل قنوات أخرى لحماية المخططات الجديدة ، وفتح عبارات لمياه الأمطار للعبور من تحت كورنيش جدة حتى يتسنى للمياه المرور إلى البحر، ويجب عدم البناء في المجاري ثم حماية هذه المناطق بسد أو عمل مجاري أو قنوات لتصب في البحر أو في أماكن مخصصة ، ويجب وضع خطة للكوارث توضع فيها جميع الاحتمالات مع وجود خطة للكوارث توضع بها جميع الاحتمالات مع وجود جهة واحدة تدير هذه الخطة بدلا من أن تعمل كل جهة لوحدها، ويفترض أن تكون هذه اللجنة تحت مسمى " لجنة الطوارئ وإدارة الكوارث والأزمات " على أن تترأسها جهة معينة بدلا من أن يسعى كل في تسيير القطار على حدة .