خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز . حفظه الله آمين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومرضاته. وبعد، إنطلاقا من النصوص القرآنيه الكريمه والأحاديث النبويه الشريفه التي تحث على الرحمة والرأفة والرفق بالرعيه، فإننا نحن أبنائكم نزلاء السجون نجدها فرصة لنهنئ أنفسنا بسلامة سمو ولي العهد الأمير سلطان وقرب عودته إلى أرض البلاد وكذلك بالثقه الملكيه الغاليه التي منحتموها لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وكذلك بمناسبة سلامة سمو الأمير محمد بن نايف من الإعتداء الغادر الذي أنجاه الله منه ، ونود بهذه المناسبه أن نعبر لمقامكم الكريم عن معاناة أبنائكم نزلاء السجون ممن إضطرتهم ظروفهم الإقتصاديه السيئه لارتكاب المخالفات التي أودعوا بموجبها في السجون وتم تركهم فيها لفترات طويله على غير العاده التي إعتادها المواطنون من ولاة الأمر حفظهم الله في تقدير ظروف ومعاناة شعبهم الوفي، حيث لايخفى على مقامكم الكريم ماصدر في عام 1427 عقب مرور عام على توليكم حفظكم الله لمقاليد الحكم من عفو ملكي عن السجناء يقضي بالعفو عن نصف المحكوميه لمن أمضاها قبل تاريخ 1427/6/26 ولم يستفد في حينها من هذا العفو إلا القليل من السجناء نظرا لأن الأكثرية منهم لم يكونوا قد أمضوا نصف محكومياتهم وقت صدور العفو الملكي إظافة إلى أن من بقي في السجن من السجناء لم يتم إسقاط نصف المحكومية عنهم إسوة بالمستفيدين من العفو. حيث الكثير من السجناء موجودين في السجن منذ عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز رحمه ، ومتخذ بحقهم أحكام قاسيه لاتتناسب مع قضاياهم في ظل الأنظمة القديمه والبعض منهم محكوم بعدة أحكام على قضية واحده وبما يخالف الأنظمه الداعيه للإكتفاء بالحكم الأشد في حال تعدد الأحكام، ونظرا لأن العفو عن البعض وترك البعض الآخر دون عفو مع إنطباق الشروط عليهم في حال قضائهم لنصف المحكوميه يعد ظلما لايليق بحكومتنا الرشيده وبأسرة آل سعود الكرام الذين إعتدنا منهم العدل والمساواة في الرعيه وتلمس آمال وآلام شعبهم الوفي خاصة المستضعفين والمحرومين منهم . وحيث لاذنب لمن لم يمضي نصف المحكوميه وقت صدور العفو عام 1427 إذ أنه مسجون أصلا قبل صدور العفو بسنوات قد تكون طويله وحال بينه وبين الإستفاده من العفو أشهرا قليله مما جعله يبقى في السجن حتى الآن، وحيث مضى على مكرمتكم الملكيه الكريمة فترة طويله دون أن ينظر في وضع البقية من السجناء ممن لم يستفيدوا منها، وحيث المبالغه في تطبيق العقوبات بحق السجناء وإبقاء البعض منهم لفترات طويله في السجن في ظل التفاوت في الأحكام على المتهمين على القضايا المتشابهه وفي ظل مايعتري سير التحقيق والمحاكمه من نقص قد يخل بمشروعية الأحكام ومنها عدم إعطاء الفرصة للمتهمين في تعيين محامين للدفاع عنهم أو عجزهم ماديا عن تعيين وكلاء أو محامين دون أن يتم تكليف محامين للدفاع عنهم من قبل وزارة العدل وهو مايتناقض مع ماتدعون له حفظكم الله من وجوب العدل والتيسير والتسامح في التعامل مع الناس، وحيث البعض من السجناء متخذ بحقهم غرامات ماليه باهضه من قبل أجهزه غير قضائيه وعاجزين بالفعل عن تسديدها بحكم أن حالتهم الماديه أصلا هي التي دفعتهم لارتكاب المخالفات التي سجنوا عليها، حيث أدى العجز عن الوفاء بهذه الغرامات إلى بقاء البعض منهم في السجن رغم إنتهاء فترة محكومياتهم ، إظافة إلى أن العجز عن تسديد هذه الغرامات كان سببا في الحرمان من العفو الملكي وكان مانعا أيضا من الحصول على ربع المحكوميه، وحيث لايخفى مقامكم الكريم أن خلف السجناء اسر وأولاد وعوائل عانت أشد المعاناة من إفتفاد معيلهم لهذه الفتره الطويله ويخشى على البعض منها في ظل هذه الغيبه الطويله لعائلها ، لذلك فإننا نناشدكم بإسم الله وبإسم الإنسانية وبإسم العدل الذي هو إحدى ركائز هذه البلاد منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله أن تعملوا على تحقيق العدل والمساواة في العفو بين السجناء بحيث يكون العفو عن نصف المحكوميه للجميع سواء من أمضوها فعليا أو ممن هم في طريقهم إلى إمضائها . هذا ونسأل الله العلي العظيم أن يجعل ماتقومون به من خير تجاه بلادكم وشعبكم الوفي أن يكون دافع بلاء عنكم وعن سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله وعن سمو الأمير نايف وعن باقي الاسرة السعودية الكريمه، والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق العدل خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أبنائكم نزلاء السجون عنهم احمد العبدالله