سجل يا تأريخ أن الثلاثاء التاسع و العشرين من شهر ذي القعدة لعام 1430 من الهجرة ، يقع في قائمة أبرز المناسبات الحزينة ، حيث ودعت عائلة المحيميد في جميع أنحاء الوطن و أهالي مدينة بريدة و بلدة البصر الشيخ الفاضل العم سالم بن محمد بن سالم المحيميد ، أحد كبار العائلة و رموزها ، ذلك اليوم الذي أثار مشاعر جميع من عرفوا ذلك الرجل ، و قلب نمطية الأيام الاعتيادية لديهم إلى بيئة حزن و صدمة كبيرة لهول الخبر على فراق أبي محمد ، عليه رحمة الله تعالى و مغفرته . لكل شمس تشرق على الدنيا و تملئ أطرافها إشراقاً و نوراً ، لتمنح بتلك الأشعة المضيئة ساكنيها فرصة العيش و السعي في الأرض ، لابد لها في لحظة من اللحظات أن تغيب عن الأنظار ، ليملأ الظلام المكان ، و تترك ورائها العديد من الناس الذين يتمنون أن تشرق من جديد ليعملوا ما لم يعملوه بالأمس !. فقدان الشيخ المربي سالم بن محمد المحيميد هو كما غياب شمس عن عالم كانت تملئوه إشراقاً ، فرحيل ذلك الرجل الصالح حكاية حزن لم تقتصر على أهل بيته و ذويه فحسب ، بل تجاوزته ليصطلي بأساها جموع من المحبين الذين تقاطرت أعينهم بالدموع و تفطرت قلوبهم من الحزن ، و هم يوارون جسده الطاهر إلى حيث المثوى الأخير . الأخبار المفاجأة و بالأخص التي تتعلق بفقدان شخص له منزلة كبيرة و غالية في قلوبنا ، تستمر و كأنها جزءاً من الخيال أو الحالات المؤقتة التي نتوقع أن تزول مصداقيتها مع الأيام و نعود إلى ما نطمح إليه ، و نطوي مع ذلك الزوال صفحات الحزن و مراسم الفقدان ، لتصبح تلك الأيام السوداء لمحة من الذكريات نرويها للأبناء و الأحفاد ، إلا أن استمرار الغياب الحقيقي يجعلنا نؤمن بفعلية الفراق و ننهي جدليته التي تدور في نفوسنا ،و نؤمن أنها أصبحت تجسيداً للواقع الحزين الذي نحاول الهروب عنه . أبا محمد ، رحلت عن هذه الدنيا و تركتنا أسرى أخلاقك العالية و مبادئك الثابتة و مواقفك الشاهدة .! لكن عزائنا في رحيلك هي سنوات عمرك التي قضيتها على خير في عبادة و بذل و تعليم و صلة رحم ، هكذا نحسبك و الله حسيبك و لا نزكي على الله أحدا . أبا محمد ، الجموع الكثيفة من المصلين الذي توافدوا لجامع الخليج بمدينة بريدة و المشيعين لجنازتكم هو المؤشر الأهم و الدلالة الكبيرة في مدى الحب الكبير الذي تمتلكه في قلوب هؤلاء الذين هاموا على وجوههم في مقبرة الموطأ و جثم الحزن على قلوبهم على فراقك . أبا محمد ، رحمك الله يوم وُلدت ، و يوم رحلت ، و يوم تُبعث حيا .! يزيد بن سالم بن عبدالعزيز المحيميد [email protected] القصيم - بريدة