محمد السراح لم أجد عنوناً أنسب من أسم الفقيد بلا إضافات و لا مزيداً من الحروف ، فهو بحد ذاته عنوان لمدرسة كبيرة في الأخلاق و التفاني و الهمة العالية و الصدق و إلى ما لا نهاية من الأخلاق الحميدة التي استحوذ عليها فقيدنا و حبيبنا محمد السراح عليه رحمة الله . وقع الخبر كالصاعقة على مدينة بريدة في أبنها الشاب الواقف دائماً على شئونها و أزماتها و كما وصفه زميلي الأستاذ عبدالعزيز السويد بأنه (فارس المهمات و الطوارئ) و قد أصاب في ذلك . غمامة سوداء تربعت فوق أمانة منطقة القصيم و منسوبيها في فقيدهم و زميلهم الذي رحل و هو يمارس عمله الوظيفي بكل إخلاص و صدق حتى في خارج وقت الدوام الرسمي ، لا أزال أتذكر مشهد بكاء أحد زملاءه بحراره على فقد ذلك الرجل و لا ملام عليه فذاك الرجل يجبرك على حبه و لا أزال أتذكر الدموع التي تتقاطر من زميله الآخر داخل سور المقبرة و عدد لا يحصى من أصدقاءه الذي ذهلوا من هول الفاجعة و لم يتمالكو أنفسهم من الإجهاش بالبكاء و الحزن ، هذه المشاهد تعكس خلفها حقيقة كبيرة لما يمتلكه هذا الرجل من أخلاق عالية أجبرت الجميع على الحزن على فقده و ذكر محاسنه . لا يزال يدور في مخيلتي محيا فقدينا بإبتسامته البيضاء و تواضعه الجم و لين جانبه و حسن منطوقه و همته العالية ، لا يزال ذلك الوجه الحسن لا يفارق مخيلتي كلما تذكرت رحيله عن هذه الدنيا ، أكثر ما كان يثيرني في ذلك الرجل تواجده الدائم خلف كل منشط و محفل و بعيداً عن الأضواء ، أستطيع أن أقوله أنه سر نجاح البنى التحتية في جميع مهرجانات بريدة و ممثل الأمانة الأمثل في أعمال الصيانة و التجهيزات في مهرجانات الصيف و الربيع و التمور و غيرها . محمد السراح هو النموذج الأميز للموظف المتفاني في خدمة مدينتة و كما ذكر أحد المداخلين في خبر وفاته في صحيفة عاجل حيث ذكر أنه لا يعرفه لكنه كلما شاهده يشعر أن بريدة ملكاً من أملاكه من شدة حرصه على عمله ، و لا أجدر مما فاضت به قريحة زميله الشاعر عبدالله النودلي أحد منسوبي أمانة منطقة القصيم بأبيات خرجت من أنياط القلب في فقد زميل كانت فترة مزاملته ملئية بالحب و الوفاء : مرحوم ياللي كل ما شفته ارتاح *** شخصٍ عزيز وراحتي في وجوده مالوم من يبكي ولا لوم من صاح *** لمحمد السراح بيح سدوده ياما زعجت الصوت صوت صراح *** دايم ضحوك وله طباعٍ ودوده اكتب عزا لأهل الأمانة بالإفصاح *** وأخص أنا القاسم تعدا حدوده وأختم أنا ما قلت والموت سفاح *** ياخذ وياخذ وكل يومٍ يعوده المشاعر في فقد الفقيد تتلاطم داخل بحر أخلاقه التي غرق فيها جميع أصدقاءه و زملاءه ، و الجميع يكن لذلك الرجل كل حب و تقدير ، حقيقة لا أعلم لمن يوجه العزاء في فقده أهو لأهله أم لزملاءه و أصدقاءه أم للعماله الذي شحبت وجوههم من هول الخبر أم لأهل بريدة قاطبة في أبنهم البار .! أحر التعازي إلى أهل و ذوي الفقيد ، لوالده و والدته و زوجته ، و أخوته و أخواته و إلى فلذته كبده و ريحانه حياته في حياته إبنته الصغيرة عوضها الله خيراً و أنبتها نباتاً حسناً . و أواصل العزاء لزملاءه و لجميع منسوبي أمانة منطقة القصيم و أخص بذلك زميله الخاص عبدالعزيز الغنيم و الآخر عبدالسلام القاسم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و إنا لله و إنا إليه راجعون . محمد السراح .. سرحت بنا في عالم ملئه الصدق و المحبة في حياتك ، و إلى عالم من الحزن و الأسى على فراقك . محمد السراح .. سيظل أسمك محفوراً في قلوب أصدقاءك و زملاءك فقد أسرتنا بإبتسامتك و قلبك الأبيض . محمد السراح .. سلامُ الله عليك يوم وُلدت و يوم رحلتُ و يوم تُبعث حيا . يزيد بن سالم المحيميد أمانة منطقة القصيم [email protected]