نؤمن بأن الموت حق ولكن الفراق صعب والمصاب جلل ولكن الصبر عند الصدمة الأولى هل من صدمة أكبر من فقد بنت أبوها (صباح) بنت تركي باشراحيل. صباح.. يا من رحلتِ عن هذه الفانية في الساعة التي كتبها لك رب العزة والجلال سبحانه وتعالى الذي لا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم وعزاء والديك وأعمامك وأخوالك ومعارفك وزميلاتك. نحسبك عند الله رب العالمين والله حسيبك وهذا سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا بأنه من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له به طريقاً الى الجنة أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وها أنت يا ابنة مكة كنت تطلبين العلم في جامعة الحكمة بجدة مع ابنة عمك عبدالله المرابط والتي نطلب من الله سبحانه وتعالى سرعة شفائها وما ذلك على الله بعزيز. وعزاؤنا جميعاً ياصباح أنك ممن ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم أيضاً من مات غريقاً أو مات غريباً أو مات حرقاً أو مات هدماً أو مات مبطوناً مات شهيداً. وأقول لأخي وصديقي العزيز المهندس تركي بن محمد صالح باشراحيل أصبر يا أخي وتجلد وأنا أعرفك قوي الشكيمة مؤمن واحتسب بأن لك شهيدة تشفع في سبعين من أهلها: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) فلله ما أعطى وله سبحانه ما أخذ. وإن كانت مناسبة غير طيبة لأخاطب وجدان المسئولين في تعليمنا العالي تحديداً، وهذه الجامعات تفتح سنوياً في كل أرجاء مملكتنا الحبيبة، حتى نرى بأن أهالي كل منطقة بل ومدينة كبرى كمكةالمكرمة أن تستوعب أبناءها وبناتها حتى وان كان (بالفلوس) بدلاً مما نراه ونسمع عنه بأن الهجرات الداخلية المعاكسة باتت هي القاعدة وأبناء المنطقة الواحدة هم الشواذ.. ونسمع صباح مساء عن توطين الوظائف، وتوطين رأس المال، فمتى نسمع عن توطين الأرواح؟. ورسالة أخرى موجهة للمسئولين في المرور عن تلك الأرواح التي تزهق سنوياً على الطريق المؤدي الى جامعة أم القرى في العابدية ونسمع عن التقنية الحديثة ومراقبة الطرق بالرادار والرقابة السرية ولكن ما نسمع عنه لا نرى منه حتى تواجد دوريات سيارة على نفس الطريق الا ما ندر وان وجدت فلا يعنيها من سار مسرعاً سرعة جنونية أو سار وكأنه يمتطي السلحفاة ناهيك عن الشاحنات التي لا موعد لها بل نراها تسابق السيارات الصغيرة في تحد سافر وعلى عينك يا تاجر. في كل الأحوال نسأل الله سبحانه وتعالى بأن لا نكون ممن يرمون بأنفسهم الى التهلكة وان يحفظ شباب وشابات هذا الوطن الحبيب وأن يمد كافة المسؤولين في بلادنا بالبطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه وتبعدهم عن النشر. وختاماً أكرر العزاء لآل الباشراحيل والى الزقزوق وأرحامهم وأقاربهم وأصدقائهم كما هو لنا جميعاً ولكل صاحب مصاب من المسلمين. (إنا لله وإنا إليه راجعون).