عاجل..! لم تكن عادة القراءة لدينا بمنأى عن تأثيرات ثورة الاتصال وما رافقها من ثورة معلوماتية لم يشهد لها عالمنا مثيلاً. كما أن رتم الحياة المادية المعاصرة وإيقاعاتها المتسارعة قد لعبت هي الأخرى دورها في تكييف عملية القراءة لدى الكثير من الشباب حول العالم. لذلك نجد الشباب اليوم لا يمارسون طقوس القراءة التي كان يمارسها أباؤهم. حيث كانت القراءة لا سيما قراءة الصحف تتم في طقوس معينة تجعل من هذه القراءة متعة حقيقية. أما اليوم فان الشباب يميل إلى القراءة السريعة ويكتفي بقراءة العناوين ليلم بأكبر قدر ممكن من الأخبار أو المعلومات. وان كان هذا أتى على حساب الثقافة في أحيان كثيرة. وكان من نتاج ثورة الاتصالات ظهور الصحافة الالكترونية التي ظهرت لأول مرة في منتصف التسعينيات الميلادية. والحقيقة أن الصحافة الالكترونية تنطوي على بعض المميزات وان كانت تعاني من بعض السلبيات. فمن مميزاتها سقف الحرية الذي تتمتع به بعض هذه الصحف. وسهولة الوصول إليها من قبل شريحة كبيرة من الناس قد يتعذر عليهم طرح أفكارهم في الصحافة الورقية. كما أن وجود هذه الصحف بصفة دائمة على الشبكة العنكبوتية جعلها متاحة في أي زمان ومكان يتواجد به جهاز كمبيوتر واتصال بالشبكة. ناهيك عن سرعة وصول الخبر. ومن سلبيات الصحافة الالكترونية أن جل هذه الصحف التي تنتشر انتشار النار في الهشيم لا يمكن ان نطلق عليها مسمى صحف. فما هذه المواقع إلا مجرد وسيلة للنشر وجمع النصوص والمقالات والأخبار والصور. وهنا تفتقر هذه المواقع إلى عنصر الإبداع والدليل على ذلك أن لمحة سريعة يلقيها الشخص على محتوى الكثير من هذه الصحف كفيلة بأن تريه عملية النقل الواضحة. بل أن هناك من هذه المواقع ما يتطابق محتواها بنسبة 90%. ومع كل هذا نجد من بين الصحف الالكترونية صحف متميزة استطاعت أن تكتسب مصداقية كبيرة وتصبح مرجعاً لا غنى عنه ليس في منطقتها فحسب بل وفي الوطن ككل. ومن الممكن أن نذكر في هذا المقال صحيفة عاجل الالكترونية التي تصدر في مدينة بريدة. ففي ظل عدم وجود صحيفة مطبوعة للقصيم استطاعت عاجل ان تملأ هذا الفراغ وأن تكون الصحيفة الأولى في المنطقة. والحقيقة أن نجاحاً كهذا لم يكن يتأتى لصحيفة عاجل لولا وجود طاقم التحرير المؤهل. وكذلك الفكر المبدع لأولئك القائمين على هذه الصحيفة وفي مقدمتهم الأستاذ سلطان المهوس والأستاذ ماجد التويجري والاستاذ سلطان المحيطب. اللذين استطاعوا قيادة دفة هذه الصحيفة حتى تبوأت هذه المكانة. حيث تميزت هذه الصحيفة بالمصداقية وبتحديث محتواها بصفة دائمة. وكذلك باستقطاب اقلام متميزة لكوكبة كتابها .