الغارمون هم أولئك المتورطون في الديون ، وقرض السيارة ، وقروض الأثاث والمستلزمات الأساسية ومن يقترضون لبناء المنازل وقيمة أيجار المنازل ، ومنهم من يقترض لنفسه أو لغيره. يقال بأن مؤسسة النقد السعودي ، تمنع إقراض أكثر من ثلث الراتب ، والواقع أن البنوك تقرض المواطن أكثر من ثلاثة أرباع راتبه ، برسم قروض التقسيط ، وعن طريق البطاقات الائتمانية الربوية وغير الربوية ، بل وعن طريق شركات التقسيط ، والتي لا يشترط عليها متابعة ثلث الراتب ، حتى بات جل الشعب مشغول ومغرق بديونه التي لا تنتهي . يصبح البعض غنيا في أول الشهر ، ومسكينا في وسطه ، وفقيرا فقرا مدقعا في آخر الشهر، إذ ثلث راتبه وزيادة للقرض ، لأسباب لا تخفى على المتورطين ، والباقي للبطاقات الائتمانية ، حتى أجار منزل المواطن بات مرهونا في مستحقات البطاقات ، ولسان البعض فقيرا في أول الشهر ووسطه وآخره. بعض المواطنين وللأسف الشديد ، مستعبد للبنوك ، وحالهم يؤكد ذلك ،إذ لا يتبقى من راتبهم ، في يوم صرف الرواتب سوى ريالات معدودات ، وإن أحسنا الظن بضع مئات. \" الغارمون معرضون للانقراض \" هذا ما سيحدث لجميع الشعب عما قريب ، وبالتالي لن تجد البنوك من تقرضه ، بل ستجد من تنقله من قرض لقرض ، ومن مستحق بطاقة إلى مستحق آخر ، وفرق أن تجد غارم جديد ، مستعد للسداد ، وبين أن تقرض شخصا هو ما زال في معمعة القروض ، وأحسن الأحوال يمكن تسميته بالغارم القديم ، ومع توسع الناس في البطاقات الائتمانية ، والتي أجازها ناصر القصبي في طاش ما طاش ، سنعلن عما قريب عن انقراض جميع الغارمين . في الإسلام تصرف الزكاة لثمانية أصناف ، ويأتي الغارمون في الترتيب السادس ، في تعداد المستحقين ، والسؤال : هل يستحق كل غارم الزكاة ؟ لا أملك الإجابة على السؤال ، ولكنه استفتاء ينتظر الفتوى ، فالفتوى التي شرعت للبنوك العمل بالبطاقات الائتمانية ، وأجازت للناس استخدامها ، والتوسع في قروض التقسيط ، ينتظر منها أن تقول رأيها في حال الموظف المكافح من أجل لقمة العيش وسداد القروض والمستحقات المتراكمة والمتراكبة للبطاقات الائتمانية وغيرها . والسؤال أيهم أفضل حالا الغارمون أم الفقراء ؟ بعض الفقراء أفضل حالا من الغارمين ، إذ لا ينتظر فقراء المدن ليسألوا عن حاجتهم ، بل هناك من يبحث عنهم ليعطيهم ، بينما الغارمون لا يجدون من يحن عليهم . بانتظار من يتحمس من أجل ترويج جواز دفع الزكاة للغارمين أو بعضهم قبل انقراضهم. شاكر بن صالح السليم [email protected]