لاأحب أن أكون مكرور العبارة , ألوك ماقاله الآخرون,وأجرجر ماتفوه به القائلون, نحن شعب العاطفة,نضيق ذرعا إن حل بأحدنا سُقم أو مسغبة,لكننا سريعا مايخبو أوارنا كجريد نخلة اشتعلت, لتنطفي في اللحظة ذاتها ! والنائحة الثكلى ليست كما المستأجرة,فحينما تشكو تلك العجوز اللاهثة حال مسغبتها وحاجتها , فإنها حقيقة لا تهرف بما لاتعرف فمن يصطلي بالنار , ليس كمن هو خارجها. من هنا أقول أنا لن أظن ظن السوء بإخواننا في الجمعيات الخيرية , فهم طيبوا الذكر, حسنوا السمعة , لكن السيرة الذاتية الحسنة , لاتعني النجاح الإداري , فالنجاح الإداري مهارة ,هو بمنأى عن شكليات ومظاهر نؤمن بها .. وما ظهر على السطح حديث , ولا استبان دخان إلا إن تحتا منه نارا تلظى . تحدث كثير من الكتاب في الصحف المحلية , في أن جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية , نجحت , لأنها اتخذت من المكاشفة ووضع الأمور في نصابها هدفا معلنا أمام الجميع , نحن لن نتصيد الأخطاء ولن نجعل من الحبة قبة كما يقال , ولن نتحدث عن سالب الملايين , ولا عن غيره من المواقف الشخصية التي لاتعبر بحال من الأحوال عن وجه العمل الخيري الناصع عندنا . هناك أسئلة مثار حديث الآخرين ولا يتوجب على كل قطاع خيري السكوت عنها والوقوف بصمت حيالها , فليس كل من يتساءل عن شيء ويستفسر عن كنهه, هو عدو له , بل ربما يكون هو الحب من أوسع أبوابه . ياترى ! أين الجمعيات الخيرية عن عشرات من اللواتي اتخذن بيوت الله في رمضان ملاذا للسؤال وطلب الحاجة , هل من المعقول أن يكن بتلك المسغبة ولم يطرقن بوابات الجمعيات الخيرية - كصاحبتنا اللتي ابتغت لحما من حمار- في بريدة جمعيات خيرية أعرف أربعا منها , وربما أجهل الباقي , وفي بريدة ذاتها , وفي الجانب الغربي منها قضيت معلما في إحدى المدارس, وجدت في حال بعض طلابها مسغبة وجوعا , وجدنا أحد الطلبة لا يحمل منزله سوى (كرتون أندومي) بكل مأساة .. فأين هم/نحن عنهم .. وفي بريدة ذاتها كان الإرشاد الطلابي في ذات المدرسة , يوزع أموالا على طلبة لا يجدون قوت يومهم .. استدعى معلم الإنجليزية , وليا لأمر أحد الطلبة ؛ لأن ابنه تأخر كثيرا بإحضار كراسة الفصل , ولما أن حضر والده , وكان شيخا يتوكأ على منسأته , أجهش في مدرستنا كثيرا , وطلب المسامحة , لأنه – أي الأب – لا يستطيع أن يحضر خبزا لأولاده كل صباح , فكيف بكراسة يكتب فيها .. في ذات الحي , وفي بريدة ذاتها , وحينما نكون قد خرجنا لإحدى الاستراحات .. وتبقى شيء من طعامنا (فضلة طعام) يأخذ أحد الأصحاب ذياك الطعام إلى أسرة تشكو اليتم والجوع وتطوي ليلها وصبيتها يتضاغون جوعا .. هل تصدقون أن كسوة بعض الطلاب في بعض مدارسنا هي بتكافل من أساتذة المدرسة !! ياترى : أين ذهبت جمعياتنا الخيرية عن هذه الأسر التي لاتسأل الناس إلحافا , لاأريد أن يكون هناك شللية في التوزيع .. وأريد في الوقت ذاته أن يكون تكاتف المدارس برفع أسماء الأسر المتعففة , للجمعيات الخيرية , فهناك طلاب يأسرون عاطفتك رحمة بهم .. أحدهم , اتصلت والدته على مدير المدرسة ذات شتاء تطلب وسائل تدفئة (دفايات) لبيتها لأنهم يشكون بردا قارسا .. عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- بين أن لو كان الفقر رجلا لقتله ..! وكاد الفقر أن يكون كفرا .. ونحن مطالبون جميعا بالتكاتف حتى نقضي على الفقر ومن حل بهم .. لانريد أن يموت بعضنا جوعا , ونحن نموت تخمة \" خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها\".. بقي أن أقول : إن هناك \" بوادر\" لهجمة إعلامية قادمة على الجمعيات الخيرية , تحمل محاور عدة منها : 1- غياب الشفافية في المؤسسات الخيرية , بحيث يتأتى للمتبرع معرفة أين ذهب ماصرفه لهذه الجمعيات. 2- الكثافة الإعلانية الهائلة , في القنوات الفضائية , والصحف المحلية, والزوايا الاليكترونية , وحتى في علب المناديل , وكاسات الماء , هل هي من أموال المتبرعين , أم هي من متبرع خصص تبرعه لهذه المهمة ؟ 3- ياترى ! هل الجمعيات الخيرية تحصر الأشخاص التي تريد أن تتبرع لهم – هل الشكل الخارجي – له تأثير في ذلك . 4- هل يستطيع رجل (غير ملتحي) أن يدير دفة جمعية خيرية ما ؟ 5- وماذا عن رواتب الموظفين في تلك الجمعيات ؟ بالنسبة لي , فأنا باستطاعتي الإجابة على كل مامضى من أسئلة , لكن قصدي من ذلك أن يُجاب على كل سؤال يثار في الصحف عن العمل الخيري والقائمين عليه .. فالصمت لن يخلق غير الشك !! أسأل الله أن يجعلنا من أهل الخير .. وأسأله أن يعين القائمين على كل جمعية خيرية , ويسددهم , وأسأله أن يديم الخير في هذا الوطن وفي أهله. - سليمان بن فهد المطلق. - [email protected]