حاولوا أن يغتالوا فرحة الشعب السعودي بالشهر الكريم , ولكن الله تعالى رد كيدهم وفضح ما تخفي عقولهم التي أحاطوها بأسوار صدئه ؛ كنت قبل هذا الفعل الشنيع عندما أشاهد أو اسمع عن حادثه اغتيال في وسائل الإعلام العالمية اشعر وكأني انهل من تاريخ قديم وعصور مرت وانقضت , فأتذكر قصص والدي عندما كان يحدثني عن أحوال الجزيرة العربية قبل توحيد مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ؛ فأحمد الله كثيرا على نعمه الدين والأمن والوطن , فقد ترعرعت تحت راية الدولة السعودية وكنت عندما أشاهد راية التوحيد ترفرف عاليا أقول لا عجب بأن يحمي الله أرضا توحدت على راية التوحيد ولا عجب بأن يضحي أبناء هذا البلد بأرواحهم فداء لها ؛ ولكني تلقيت الصدمة الأولى عندما ظهرت فئة من أبناء هذا الوطن يشككون في عقيدتنا بشبهات واختلافات نهجوا فيها منهج الأبيض والأسود , اعتقدت أن المسألة مقتصرة عند حد القناعات الشخصية وأن هؤلاء الأشخاص تأثروا بالثقافات الخارجية ولكني سرعان ما تلقيت الصدمة الثانية عندما بدأت هذه الثلة باستهداف خيرات البلاد ومرافقها بالتفجير والتخريب والدمار مستترين بقطعه من قناع المسوغات الدينية والذي رآه بعض الجهلة مسوغا مقنعا وتناسوا قبح المنظر ؛ ولأن آبائنا عاشوا حقبه تاريخيه مؤلمه شهدوا خلالها نقلات تاريخيه هائلة استمرت حتى الآن تحت ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والذي نشاهد فيها تطور شمل كافه مناحي الحياة فإنهم يدركون جيدا مقدار الجهود التي كانت على عاتق حكومتنا الرشيدة حفظها الله وهذا ما قد يجهله بعض أبناء هذا الجيل ممن تكونت لديهم هشاشة في القناعات وسهوله في التأثر فكان منهم من يدافع عن هذا التوجه الضال , فكثفت الدولة جهودها لمحاربه هذا الفكر ليس ردعا فحسب , بل واقتلاع جذوره وأساساته خلال برامج المناصحة والجهود الأمنية وغير الأمنية وتفعيل دور المواطن في محاربة هذا الفكر الدخيل والتي أثمرت في كون المملكة رائده في مجال مكافحه الإرهاب فشعر أرباب هذا الفكر بخطورة ذلك عليهم فقرروا تفجير آخر قطعه من قناع الدين الذي على وجوههم فقرروا إحراق آخر كروتهم الخاسرة في فعل شنيع كان بالنسبة لي الفاجعة والصدمة الثالثة والثابتة التي لن أستغرب بعدها أي تصرف يقومون به , فقد عرفت واقتنعت أن فلسفه الاغتيالات لازالت موجودة على أرض الواقع بل أنها وصلت لبلاد الحرمين حينما حاول احد الانتحاريين تفجير نفسه في رمز من رموز الدولة الذي سخر نفسه لأبناء هذا البلد الذي اعتبرهم سموه أبناءً له , فبطلت حيلهم وانكشف سرهم واسودت وجوههم فلا مجال للتستر بعد سقوط القناع من وجوههم الغادرة , واجمع بعدها العقلاء أن مسئولية الأمن هي مسئوليه الجميع , الكبير والصغير , الجاهل والمتعلم , وأن أولى المسئوليات تبدأ داخل البيت أولا ثم الاجتماع تحت راية التوحيد ونبذ الخلافات المكانية والعنصرية . وفي الختام أبارك لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية سلامته أولا وتقليده وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى ثانيا سائلا المولى عز وجل أن يديم لنا نعمة الأمن والأمان ويحفظ لنا ديننا ووطننا وولي أمرنا . أ.هاني بن إبراهيم المشيقح عضو هيئة التدريس بكليات القصيم الأهلية