تفكرت في أحوال الناس فوجدت التشابه والاختلاف بينهم في نواحي كثيرة ومن ذلك : - تفكرت فوجدت أن كتمان أمورك وأحوالك عن أقرب الناس إليك فضلا عن الأباعد فيه خير كثير . ومن ذلك كف الحسد والعداوات وقلة الطمع فيما في يديك وصرف قلوب الناس وأبصارهم عنك . - ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) - تفكرت فوجدت أن الله قد قسم بين عباده أرزاقهم بالسوية فمن أعطاه الأبناء والمال حرمه الصحة . ومن منحه العافية أحرمه المال وأفقره . فعلمت أن جميع خلقه قد أخذ حقه ونصيبه كاملا . ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) - تأملت فوجدت أن طول الصحبة تورث التقليد فمن ذلك تجد أن هناك من بلغ شأنا كبيرا في العلم فهذا الطبيب وذاك المهندس وكذا المعلم والأستاذ في الجامعة وغيرهم نجدهم لازالوا متأثرين بما تلقوه عن آباءهم وهم صغارا فتجد من أحدهم سوء الخلق ومن بعضهم الكبرياء ومن الآخر الألفاظ البذيئة ثم تتساءل بعد ذلك وتقول في نفسك مالذي جعل ذلك الشخص يصدر منه مثل ذلك رغم حصوله على أعلى الشهادات والمناصب . سوف تدرك حتما أن الثقافة التي ينشأ فيها الشخص سوف يتشربها منذ الصغر ولايمكن له أن يتركها حتى لو عرف خطأ تلك العادة (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه ). - تفكرت فوجدت أن سوء الظن بالناس من حسن الفطن كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وأن التعامل مع الناس بحسن الظن غالبا سوف يوردك المهالك فعليك بالاحتياط لنفسك ( ولاتسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ) - تفكرت فوجدت أن الحكم على الناس بالشكل الظاهر من أكبر الخطأ فكم ممن عمر ظاهره بالسنة فأطال لحيته وقصر ثوبه وخشع في صلاته قد لايتورع عن الوقوع في معاصي أخرى فهو لايتورع عن النظر إلى المردان أو النساء الأجنبيات أو يبخس الناس حقوقهم المادية أو لديه منكرات بينه وبين ربه . وكم رأيت ممن لايظهر عليه علامات الهدي النبوي ممن يصوم النهار ويقوم الليل ويتصدق ولديه صفة الحياء والكرم وغيرها فعرفت أن الحكم على الناس بالظاهر من الخطأ الذي ينبغي أن يعرفه الناس . ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوى ) محمد احمد آل مخزوم