منذ عشر سنين خلت أو يزيد لم يكن يدر بخلد الكثير منا مانشهده من طفرة في تقنيات الاتصال انتشرت انتشار النار في الهشيم حتى لم يعد يخلو بيت غالبا من هذه التقنيات ورغم ما فيها من ايجابيات أدركنا نفعها في الوقت الحاضر حيث اقترب البعيد وأصبح التواصل مع الأقارب والناس عامة سهل وميسر في جميع مجالات الحياة ، إلا أنه بالرجوع إلى ماقبل عشرأو أكثر بقليل من السنوات ومع صعوبة التواصل إلا أن المجتمع كان أكثر أمنا والكل منا يعرف جاره والمحيطين به داخل الحي والكل يرى أن من واجبه حفظ وصيانة ممتلكات جاره وأسرته على حد سواء ، ومع الانفتاح الإعلامي الكبير الذي ظهر في الآونة الأخيرة حتى اصبح العالم وكأنه قرية صغيرة أضحت ظاهرة العولمة جزء من حياتنا لايمكن الهروب منه ولكن أصبح حتما ضرورة التعايش معه ، ونظرا لدخول العولمة لاسيما قنوات الاتصال من خلال النت أو الجوال أو القنوات الفضائية إلى كل منزل دفعة واحده دون أن يكون هناك وعي بما قد تجلبه لنا من ويلات أدركنا خطرها من خلال هروب الفتيات من منازلهن حيث أصبحت ظاهرة ولم تعد حالات شاذة يمكن غض الطرف عنها ، فمع كل صباح تطالعنا الاخبارعن حالات هروب لفتاة أو أكثر يجعلنا نفكر بعمق حول أسباب هذه الظاهرة وطرق علاجها ، وفي اعتقادي أن من ضمن الأسباب هو إهمال ولي الأمر بالمنزل الرعاية لأسرته والقيام بواجبه على الوجه الأكمل وأنا أعني الوالدين عموما والإخوة خاصة لرعاية البنات والعناية بهن وتلبية حاجاتهن المادية والنفسية والجلوس معهن والتحدث إليهن ومعرفة صواحبهن ،ومن الأسباب أيضا فتح كل قنوات الفساد بدون أي اهتمام بما قد تشاهده الفتاة في سن المراهقة من مشاهد وأصوات تفسد على الفتاة قلبها وتهيج من عواطفها ، وفي الحديث الشريف أن كل ولي سوف يسأله الله عن رعيته حفظ ذلك أم ضيع ، ولا شك أن من يقوم بمنح الفتاه أو تقديم جميع وسائل الاتصال دون مراقبة بأنه غاش لرعيته ، فعندما يتهيأ للفتاة الفرصة من خلال الدخول على النت والمحادثة في غرف الشات أو الماسنجر مع شخص آخر فلا تسأل عما يحدث بعد ذلك عندما يتبادلان أرقام الاتصال من سلام فكلام فموعد فلقاء محمد احمد آل مخزوم