رسالة إلى ثانوية البصر (فقدان أحد أعمدة المدرسة) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين واله وصحبه وبعد فقبلة ابعثها إلى من عاش بين أحضان مدرسة مدة 32 سنة قادماً من عنيزة إلى ثانوية البصر في بريده ، تم تعيينه فيها عام 1398ه وتم تقاعده فيها أيضا عام1430ه. فقبلة على جبين ذلك المكافح قبلة إلى من يستحق التكريم ويستحق أن يقام له احتراماً وتقديراً .حق على كل من تخرج من ثانوية البصر أن يقف له ويقبل رأسه ويده على تعليمة . بل حق على الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم أن تكرم ذلك الأستاذ تكريم خاص لا لتقاعده وإنما احتراما لهذه السنوات التي يأتي كل يوم من عنيزة إلى بريده دون كلل ولا ملل؛ فكم تخرج من هذه الثانوية من طبيب ومهندس وطيار وضابط ومعلم خلال هذا الزمن ... حقيقةً يقف اللسان وتعجز الحروف عن تكوين كلمة إلى ذلك المربي وذلك المرشد وهذا الأب الذي طالما أحب ثانوية البصر وأحب أهلها ، وأحبه كل من وطئ على تراب هذا الصرح التربوي فلقد كان الأستاذ / عبدا لله بن إبراهيم الزنيدي يشعر انه يأتي إلى بيته الثاني . فكل صباح يأتي إلى المدرسة يشرق بوجهه المبتسم على هذا الصرح التربوي وينصرف منه بعد أن يطمأن على أبنائه الطلاب ويسقي ذلك الغرس بالعلم والمعرفة والآداب . فكم طالب نور له طريقة بكلمات التوجيه . وكم طالب وضع له بصمة ً أبوية في ذاكرته . كم تخرج من جيل على يديه وكم بناء من مستقبل مشرق لأبنائه , أتكلم أخي القارئ الكريم بسم كل من درسهم أتكلم بسم لبينات المجتمع التي بناها أتكلم بسم كل من غرس في قلبه وأنار له دربه أتكلم عبر أجيال رسم لهم الطريق وفرشه لهم بالورود وعطره بالياسمين وأشعل نفسه كالشمعة التي تضيء لغيرها وتحرق نفسها . أستاذي ؛ وقفة إجلال واحترام وقفة حب وتقدير وقفة ابن أمام أبيه . فلك يا والدنا كل الشكر والتقدير ولك كل الدعاء الخالص . فندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقك أينما حللت وأينما ارتحلت فلسان حل هذه الأجيال يقول (لن ننساك حتى لو نسى النسيان نفسه ) ..... نداء أوجهه إلى المسئولين في ثانوية البصر بل إلى أهل البصر كلهم فليس هناك بيت إلا وله بصمة في أبنائهم ؛ لعل أن يكون هذا النداء له استجابة , أقول لابد أن يكرم من عاش هذه السنوات الطويلة وهو يأتي كل صباح من عنيزة .فباليوم الواحد مسافة (40ك) وهذا على أقل تقدير . وخلال أسبوع يكون قد قطع مسافة( 200 ك ) يعني في الشهر الواحد (1000ك ) فكم الناتج لو حسبناها مدة بذله وعطاه في المدرسة وهي 32 سنه حتى أصبح أحد أعمدة المدرسة التي لا يمكن أن تقف بدونه .... وفقكم الله وسدد على درب الخير خطاكم ،،،،،، أخوكم المرشد الطلابي/ صالح بن محمد الوهيبي ثانوية ابن زيدون - بريده - [email protected]