إن ما تحتاجه جدة اليوم هي وقفة أبا خالد سمو النائب الثاني في إيقاف عبث السفهاء في مقدرات وثقافة هذا الوطن كذلك وخاصة بوجود أحد رموز الثقافة والإدارة المبدع خالد الفيصل هو إعادة هويتها وكما احيا الأمير سوق عكاظ فجدة بأحياءها وعموديتها وعوائلها الشريفة والكريمة والتي عرف عنها استقبالها لكل محتاج من أهل الجزيرة والحجاج والزوار .... جدة بلد الخير والطهر والجيرة الصادقة جدة بوابة الحجاز .... جدة التي لم تتغير ولكن مصيبة جدة فيمن وفد إليها ولم يقدر هذا النعيم وهذه الحضارة التي تسابق الزمن وأصيب بصدمة حضارية لم يستطع أن يتفاعل مع هذا الحراك إلا بثقافة الكأس وجسد المرأة جدة لم تتغير منذ أن وطأت أرض الإمام عبدالعزيز أل سعود هذه المدينة و كان جدي أحد رجال هذا الإمام عند دخول جدة وقد أنذر الجيش بأن من سلب ولو قدرا من أهل جدة لسلبت بها روحه فظلت جدة كما هي بأهلها وتجارها ومحلاتها وعوائلها الكريمة وأحيائها وتقاليدها العريقة بأفراحها وأعيادها..... جدة لم تتغير ولكن جدة تحملت أعباء إطلالة البحر والقرب من الحرم ففيها يلتقي البشر من حاج ومعتمر وطالب عمل وفيها يبقى المتخلفون وفيها عمالة جعلت من جدة مكان أمن لتمارس ثقافتها وتقاليدها داخل أحياءها القديمة وشوارعها الضيقة وتناسلت فيها.... وهناك فئات سيطرت على تجارة جدة ومحلاتها ..... جدة تعاني من ثقافة أغلب هؤلاء الذين أخذوا منك يا جدة الكثير ولم يقدموا لك سوى الحمص والطحينة والمظبي والمندي.... وبعد أن سيطروا أصبح كل شيء قابل للاستيراد والبيع والشراء طالما أنه يجلب المال ولا أهمية لما قد يحدث لأهلها ولكل من يستهلك هذه البضائع ولا حتى لقيم ومبادئ هذه البلاد فهي ليست مدينتهم وليست بلدهم .... إن القادمون من الجبال لا يمكن أن يتكيفوا مع إحساس وطيبة أهل الساحل... ومن ليس له جذور في هذه الأرض يفرح بالعواصف لعلها تقتلع من له جذور ... فكانت النتيجة أن أهل جدة وحضارة جدة اختفت وسط هذا الزحام ..... إن جدة ليست مجرد سوق تجاري ضخم أو شاليه على البحر أو دار سينما أو مقهى أو شقة حمراء أو فؤاد طاش ما طاش .... إن جدة ستظل بأهلها الطيبين وبكل شريف يعيش على أرضها ويعلم ويقدر خصوصية هذه المدينة ...... جدة لابد أن نعيد لها بريقها ونوقف عبث السفهاء بها .... وأنا على ثقة أن من أحيا سوق عكاظ سينفض الغبار الذي تراكم عبر السنين عن جدة ... وستعود جدة غير ...جدة المزمار والبحر النقي والناس الطيبة والعم حمزة .... وستبقى جدة أم الرخاء والشدة. همسة: (كتبت هذه الأسطر في حالة غضب شديد وكنت أخفف من قسوته كل يوم فعذرا للقارئ الكريم ....وذلك حينما أرسل لي صديق مقطع- لشاب سعودي خرج في قناة لبنانية خاصة لا تمثل شعب لبنان الصديق- يدمي القلب والحمد لله أن أسد الجزيرة نايف بن عبد العزيز كان لهم بالمرصاد) سلطان بن فيصل السيحاني [email protected]