أنا ... مواطن بسيط أسكن حالياً في بيت متواضع قضيت ثلاثة أرباع عمري وأنا أحلم ببناء بيت العمر ليكون لى وبعد ذلك حصناً لأبنائي بعد مماتي. تقدمت لصندوق التمنية العقاري وظهر القرض بعد طول انتظار فأضفت إليه ما جمعت وبدأت رحلة البناء وبدأ التشطيب اتفقت مع سباك وكهربائي ومليص ودهان ودفعت لهم ما يتيسر معى وبدأت المعاناة من هؤلاء فأستأذن من عملى بصعوبة وأذهب لرؤية ما أنجزوه ولؤمن لهم باقى متطلباتهم وأفاجأ من واعدنى أمس لم يحضر اليوم وإن حضر الآخر يحتج لأن عمله مرتبط بالآخر وهكذا إذا حضر أحدهم تغيب الآخر ليس بيدى شئ فأنا دفعت لهم ما سبق وادخرت وارغب بإنهاء مسكنى حتى أسلم من دفع الإيجار ولن ينتهى ذلك المسكن الحلم طالما هؤلاء كذلك. من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ !! أنا ... مواطن أخر عانيت مثل سابقى وبعد سكنى بأسبوع بدأ التصدع بأرضيات البلاط والتسرب في السباكة والتقشر فى الدهان .. والمقاول أخذ كافة مستحقاته وطلبته عشرون مره فلم يصدق معى. من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ !! أنا ... مواطن جيد محافظ وبدقة على تسديد فواتير الاتصالات الدورية ومشتركاً بخدمة الانترنت وأدفع إيجاراً شهرياً لجميع الخدمات المقدمة لي. انقطعت الخدمة عن هاتفى لمدة أسبوع وكذا عن الانترنت وضيعت وقتى كثيراً بالاتصال والمتابعة والكل يحول المشكلة على الآخر والعداد يحسب. من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ !! أنا مواطن حجزت أنا وعائلتى في رحلة ذات حجوزات مؤكدة من أحد المكاتب السياحية المعتمدة تعاملت مع رحلتى بكل دقة ونظفنا المنزل وفرغنا الثلاجات واتجهنا إلى المطار قبل موعد الرحلة بثلاث ساعات. وفوجئت !! .. حين وصولى للمطار بعدم وجود حجز لى !! وأن علىّ مراجعة المكتب مضيفاً لى قائلاً بأن أغلب المكاتب هكذا همهم ببيع التذاكر والاستفادة من عمولات البيع. وأقلعت الطائرة بدوننا وأحسست بمرارة وخيبة أمل واغتيال متعمد لفرحة أبنائي. من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ !! أنا مقاول وتعهدت بتسليم مشروع أو توريد مواد في مدة محددة متعرضاً لغرامة تأخير في حالة عدم استطاعتى الإيفاء بها. وجدت البضاعة في مدينة جدة وحولت قيمتها وتم الشحن لى إلى منطقتى التى لا تستغرق المسافة فيها بالسيارة بالكثير عن يوم واحد تم شحنها في شاحنة على أن تصلنى في اليوم التالى وانتظرت أسبوع كامل ولم تصل البضاعة . وبعد سبعة أيام بالتمام والكمال وصلنى صاحب الشاحنة محتجاً وليس معتذراً بأنه وصل على ربعه فى الحناكية ووجد عندهم زواج وجلس بحفظ الله ورعايته أسبوع كامل دون أن يكلف نفسه الاتصال بي. وحتى تلافى غرامة التأخير اضطرت لشراء مثلها من السوق المحلى بسعر يفوق أرباحى ب 30 % وصلتنى بضاعتى بعد أسبوع وفيها جزء تالف ...!!! من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ أنا طالب سلمت المغسلة بجوار السكن الغتره الوحيدة التى أملكها ومخصصة للمناسبات على أن أستلمها قبل الامتحان وأكدت عليه ذلك. وحيث رجعت لاستلامها وجدت المغسلة للأسف مغلقة. وتأخرت كثيراً على الامتحان. من ينصفني بعدم مبالاته.. أروح لمين ؟؟ أنا رب أسرة ولدى مريض أو شيخ كبير يحتاج لرعاية خاصة متردداً على المستشفى وأحتاج لنقله بإدخال سيارتى داخل المنزل .. جاءت أحد شركات المقاولات أو أحد القطاعات الخدمية وحفرت الشارع !! ومن ضمن ذلك مدخل سيارتي !! وجلست عشرة أيام حفره بدون ردم بحجة عدم وجود أسفلت أو أى سبب آخر . من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ أنا مورد وصلت لى بضاعة في الميناء فأرسلت كافة الأوراق والمستندات للمخلص الجمركي في وقتها وتباطأ المخلص في إنهاء إجراءاتها واتضح لى فيما بعد بأن عليها أرضيات وغرامات تستوجب الدفع وراجعت المخلص الجمركي فألزمنى بالدفع منكراً تسببه في مسئوليته في ذلك. وأن عمولته المتواضعة بالتخليص لا تغطى تلك المصاريف الإضافية فدفعت للتسديد دفعاً. من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ أنا ... أنت تعرضت لحادث في سيارتى وقرر المرور بأن الخطأ 100 % على الخصم. وألزم بإصلاح سيارتى وجلست سيارتى شهر كامل في الورشة بانتظار قطع الغيار واضطررت لاستئجار سيارة خلال تلك الفترة أقوم أنا فقط بدفع إيجارها. من ينصفني .. أروح لمين ؟؟ ألا ترون أن منا حدث له ذلك المطالبة بالتعويض. في الوقت الحاضر نحن لا نريد التعويض ولاكن نريد إنصافنا فقط. نعم .. نحن دولة بفضل الله ومنته تطبق الشرع ولدينا أيضاً محاكم ومشايخ أفاضل لا يخضعون في أحكامهم إلا لسلطة الشرع فقط. ويسعون حثينا للحكم بالعدل والإنصاف ولكن محاكمنا فيها الكثير من القضايا التى يستغرق البت فيها مُدد طويلة ولو أضيف إليها تلك العوارض البسيطة في حياتنا اليومية لتأخر البت في قضايا هامة وكبيرة في رحمة تلك القضايا . ألا يوجد حل منصف ومرضى لكافة الأطراف وأن أى شخص مما ذكرت يعى مسئوليته ويتحمل ما تسبب فيه بشجاعة وان تكون هناك جهة وسطيه من أهل الرأى والمشورة أو أحد الجهات الإصلاحية أو المحكمون المتطوعون المحلفون ويكون قرارهم نافذ. لمراجعة تلك الأشياء البسيطة الصعبة أو أن يكون هناك أنظمة صارمة تصدر من جهات الترخيص في معاقبة المقصرين أو أن تكون هناك جمعيات أو نقابات مهن لمراجعتها عند وجود أى تقصير من أحد منسوبيها ولمعاقبته حتى لو بشطبه من المهنة عند تكرار الخطأ. حتى يعرف أن الله حق وأنه لا يحق له أكل أموال الناس بالباطل وأن من أمن العقوبة أساء الأدب. لمحه بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ظنو عليا كرام ولكن اروح لمين ؟ ودمتم بود ..، مقالات سابقه للكاتب فهد بن إبراهيم العييري [email protected]