اقترب منه ..طبع قبلة على جبينه.. ظاهرها \"تصديق\" على شرف المهنة ..وباطنها استجداء لإن يبقى \"مسعودا\" في \"ميد\"قدر الإمكان قال له الشاب: وهل تغني هذه القبلة أو تسمن من جوع! أجابه متخضعا في القول: لا .. ولكنها تصبيرة - إلى متى ؟! فلا أمل يرجى ياوزير وقد جعلت السعودي عند الأجنبي أجير والسعودية خادمة! - أصبر .. فالرواية لم تكتمل .. ولم نصل بعد للخاتمة.. - ياوزير لقد حسبناك في قانون \"الازاحة \"فوجدنا أمرك عظيم وقلنا بورك في من رماك في بحر البطالة ..بلاشك ستلفظها للساحل ولكننا وجدناك تغرق ولا تجد قشة تتمسك بها _ يابني .. لعن الله التأشيرات أنها تتسرب من تحتي ومن بين يدي - وما ذنبي أنا .. لأبقى عاملا .. و\"كومار \" قد استولى على الحي بقالة , خباز, مغسله , بوفيه , حلاق .. مقابل الف ريال يضعها في جيب المعلم (ابو عزوز) - لا لا يابني لقد اخطأت في هذه .. فالموظف لا يفتح سجلا تجاريا - أعرف .. ولكنه بأسم زوجته (أم عزوز) ا - ومالحل برأيك؟ ابتسم الشاب ابتسامة اضاءت ملامحه الهادئة ثم قال : أن أصبح أنا الوزير.. أو تصحو الجوازات مبكرا اتصدق..! ياوزير انني كنت أتمنى أن يصبح لي بقالة .. أغسل عتباتها كل صباح وأمسح أرففها وأضع حامل الجرائد بالخارج ,, وانتظر سيارة الحليب على أحر من الجمر وأتزوج ويصير عندي بيت وأولاد ,, ويكبرون العيال وتكبر البقالة وتصير \"بنده \".. وهكذا تكبر أحلامي كل ليلة حتى تنفجر كالبالون مع كل محل جديد يفتحه (كومار) في الصباح ..وقرار.. يقف حجر عثرة أمام مشاريع الشباب الصغيرة بدلا من حمايتها ياوزير .. لقد انكشفت سوءة جيوبنا أمامهم انظر خلفك في هذه الصحيفة (هيئة جده تقبض على سوريين بعد اصطحابهما لفتاتين سعوديتين بحجة إجراء مقابلة لتوظيفهما ) .. أخشى أن الوافد في وضع أقوى من المواطن .. ياوزير امتقع لون الوزير وابتلع ريقه بصعوبة وتمتم بكلمات لم يفهم منها غير (التأشيرة) كان الشاب وحده يدرك كغيرة أن شحمة (صفراء) تكونت تحت جلدة هذا الوطن,, كتلة شحم غريبة لا تأتمر له بسهولة غير متجاوبة مع مشاعره البته,, طبقة ترتهج ببلاهه لا تدلل على تعافي بقدر ماتدلل على وضع خاطيء من سنين طويلة لن يجد لها الوزير حلا سحريا هو يدرك ذلك.. لأنه ممن رضوا بالأقل ورزحوا تحت ثقل سبع أراضين من \"طاحونة\" الاجانب ,, تحيل إرادته إلى رماد تسد منافذ العقل وتصيبهم بفوبيا المستقبل ويطلب من أحدهم أن يظل عاملا حتى يظفر بقبلة \" وزير\" كتصبيرة حتى يصحو الوطن بمسؤليه وتجاره ويدركوا كم من يد بيضاء من غير سوء قد أمسكت طويلا بملفا أخضر مليء بالاوراق والدبابيس مكثت وهي تنتظر طويلا حتى \"تشوكت\" وسدت الطرق وباتت ترفع \"صفر\" اليدين أمام نقاط التفتيش بإشارة بالغة إلى الخلل الكبير والهوة بين مؤسسات الدولة والمجتمع من جهة والشباب من جهة أخرى. وخيرك كثير ياوطن إبراهيم الوسيدي