\"العالم وغباء الإنسان ليس لهما حدود\".. أينشتاين ولأن الغباء منتشر هذه الأيام بشكل كبير فلعله من المناسب إنشاء محاكم تخصصية جديدة لتصرفات والقرارات والتصاريح الغبية، وهذه المحاكم يعرض أمامها كل من يصدر منه فعل \"غبي\" ولأن غباء الإنسان لا حدود له؛ فأقترح إلا يعرض أمام تلك المحاكم إلا تلك التصرفات التي أجمع عليه عدد من الأغبياء كالسنجريين - نسبة لمكائن السنجر الشهيرة - أو السوائيين وهم أصحاب مساهمات سوا، وهذا شرط هام بالنسبة للمواطن العادي البسيط، أما أصحاب السعادة المسئولين ولأنهم دائماً يحبون التميز والاستثناء من الشروط والأنظمة والمرور من تحت الطاولة فالأنسب أن يستثنوا من شرط الغباء الجماعي، وعندها سيعرض أمام \"محكمة الغباء\" كل مسئول صدر منه تصرف أو قرار أو تصريح غبي وما أكثرهم هذه الأيام، ومن البديهي لدى مؤيدي الفكرة من السادة القراء أن يطالبوا بمحاكمة المسئول صاحب التصريح الشهير الذي طلب الامتناع عن أكل الأرز، أو ذاك الذي نصح المواطنين بتوفير مولدات احتياطية في منازلهم تأكيداً لفشله في إنهاء معاناة المشتركين في بعض المناطق، إلا أني أتوقع أن محاكمة الدكتور \"قرقوش\" سيكون لها صدى إعلامي أكبر وأوسع؛ ليس لأنه أصدر قراره الشهير بحرمان الموظف في إدارته من العلاوة السنوية عندما يتغيب يوم واحد فقط وكأن الموظف ملك يمين للسيد \"قرقوش\"، وليس لأن الدكتور \"قرقوش\" منع الموظفين السعوديين من طلب العلم وإكمال الدراسات العليا بالرغم من وجود أكثر من 150 دكتور أجنبي في إدارته، وليس لأن الدكتور \"قرقوش\" فصل أحد المستشارين لديه بحجة تغيب المستشار عن العمل منذ عشرة سنوات مع مطالبة المستشار المفصول بضرورة إرجاع جميع المرتبات خلال تلك الفترة، وليس لأن الدكتور \"قرقوش\" أهدر - ولا يزال يهدر - الملايين زعماً منه تحقيق أهداف وخطط لخبطية لتوطين الحلاقين والخدم والزبالين، كل ما سبق سيتغافل عنه السيد مدعي عام محكمة الغباء وبالتأكيد سيتغافل أيضاً عن التنظيم الجديد الجالب لرق واستعباد الموظفين والذي تسبب حتى الآن في هروب جماعي لأصحاب الشهادات والكفاءات بالرغم من التصريحات القرقوشية التي ادعت أن التنظيم الجديد جالب للكوادر المتميزة!، كل ما سبق سيتغافل عنه مدعي عام محكمة الغباء، ولكنه بالتأكيد لن يتغافل عن قرار الدكتور \"قرقوش\" عندما جعل شعار منظومته الحكومية - التي من المفترض أن تساهم في القضاء على البطالة - عبارة عن كرسي معاق بأربعة ألوان تعبيراً فعلياً حقيقاً عن حالها بعد أن تعلى السيد \"قرقوش\" رأس الهرم فيها، وبمعنى آخر نقول أن الدكتور \"قرقوش\" لم يكتفي بالفشل والتخبط والعشوائية وإهدار الأموال بل جعل لذلك شعاراً يعبر عن العجز والإعاقة!! كنت أريد محادثتكم عن مسئولين آخرين ولكني لم أجد أجدر من هذا المسئول بالوقت الحالي.. بدر بن عبدالله الصقيهي [email protected]