السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد قال الله تعالى ( فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) بما أن الخصومة من لوازم الطبيعة البشرية فإن الشريعة الإسلامية اهتمت بالقضاء و أمرت بالعدل نظرا لما للقضاء من خطورة على الحياة الإجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و قد ورد ذكر القسطاس - و الذي يعتبر مرادفا للعدل ومناقضا للظلم - في القرآن الكريم في خمسة وعشرين آية وورد ذكر العدل في العديد من الآيات لا مجال لذكرها جميعها في هذه الدراسة ، كما أن السيرة النبوية اهتمت بالعدل دون الكلام عن سيرة الخلفاء الراشدين ومن جاء من بعدهم.فالحكم كان يتم من خلال القرآن الكريم و من خلال سنن نبيه. قال عز من قائل \" إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك و لا تكن للخائنين خصيما\" فالحكم لله عز جلاله وهو خير الحاكمين. قال تعالى \"إن الحكم إلا لله يقص الحق و هو خير الفاصلين\" . كما قال \"والله يحكم و لا معقب لحكمه و هو سريع الحساب\" . و \"يا داوود إن جعلناك خليفة في الأرض، فاحكم بين الناس بالحق \" . و كان صلى الله عليه و سلم يحرص كل الحرص على إقامة العدل بين الناس وهي وظيفة تقلدها حتى قبل ظهور الإسلام حيث كان أهل قريش يحكمونه فيما ينشأ بينهم من خلافات حتى سمي بالأمين. قال الرسول صلى الله عليه و سلم عن الله عز جلاله أنه قال : \" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا\" . حقيقة إن القضاء ولو كان على أحسن وجه لا يمكنه أن يقضي على الشعور بالظلم لأن العدل إذا كان مجرد تصور فإن الظلم يبقى شعورا و من من البشر لم يشعر في يوم من الأيام بالظلم؟. وعلى القضاء أن يكون عادلا حتى لا يكون الشعور بالظلم مرتين و تنعدم المصداقية في القضاء ومن تم في المجتمع. و كان نظام الحكم يقوم عند العرب على حصر سلطات الحكم بالإمامة الكبرى أو بالخليفة، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أول خطبة له: \"الضعيف عندكم قوي عندي حتى آخذ الحق له والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله\". وبما أن معلمي ومعلمات المملكة العربية السعودية (( مملكة العدالة والحق )) ينتظرون منكم النطق بالحكم النهائي بالخصومية التي نشبت بينهم وبين وزارتهم لاكثر من 12 عام وينظرون الحكم بالحق وانتم إطلعتم على القضية كاملة ولا اريد ان اشرح الحقوق والفروقات وتطبيق المادة 18 ...... إلخ أنتم في هذا المكان تمثلون العدالة وإحقاق الحق للناس وإبطال الباطل عن الناس . فالحكم لاينتظره المعلمين والمعلمات فقط بل ينتظره الصغير والكبير في مملكة الإنسانية لانهم عانوا طوال هذه السنوات مع المعلمين والمعلمين . انتم أمام إختبار أما ان نتزهوا القضاء واما ان تذهبوا بالقضاء والعدالة الى الهاوية وعدم المصداقية . ولا تتاثروا بالمواثرات الخارجية التي تحث على عدم إعطاء الحق لانهم لا يخافون الله عز وجل ويحبون ان ياخذا المال ولايعطوا الناس حقوقهم ويقفوا ضدهم . ويطالبون الدولة بالأموال ونحن نطالب الدولة بمحاسبتهم وان يعدلوا بين الناس وان يعطى كل موظف حقة دون اي نقص . و يروى كذلك بأن أحد ولاة الخليفة عمر بن عبد العزيز كتب إليه يطلب مالا لتحصين المدينة فكتب إليه عمر قائلا \" حصنها بالعدل و نق طريقها من الظلم\" . ننحن ننتظر يوم تقويم العدل والعدالة في المملكة يوم 13-7-1430 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حمود فهد البقعاوي .