يظل لدى أي شاب هاجس المستقبل وإن حاول أن يتناسى هذا الهم... فكلا الجنسين يحاول أن يرسم خيوط المستقبل حتى لو لم يتحقق منها إلا القليل ... وكم من شاب لديه من الهموم والعوائق ما تدفعه للتنازل عن طموحاته حتى يصل إلى مرحلة اليأس وهي من أخطر المراحل فبعدها تتحول نظرته إلى المجتمع كعدو وكل ما فيه ينظر إليه من خلا نظارته السوداء.... إن الشباب بحاجة إلى وقفة ومحاولة فتح نوافذ الأمل لهم ولكن ليس بالكلمات أو التنظير الذي لا يأتي بجديد أو بتحميل الشباب مسؤولية الفشل دائما لأن بعض المسئولين يجعل اللائمة على الطرف الأضعف . إن ما يحث لشبابنا من انتظار للوظائف وبحث عن الذات وفقدان للهوية واستقطاب لكل فكر ضال وبكل اتجاه ...حتى أن بعضهم يصل إلى نهاية المطاف وهو عالم المخدرات... كل ذلك بسبب تخاذلنا عن مواجهة هذه الأزمة وعدم المصارحة وتحميل المسئولية للآخر... أو الدولة مع أن عليها أن تتحمل الجانب الأكبر, ولكن على الجميع المشاركة وخاصة من لديه الإمكانات المادية والوظيفية كل حسب جهده وإمكانياته ..... فهل نجد مبادرون كما بادر أبناء عبد اللطيف جميل بفتح فرص للشباب والفتيات من خلا ل مشاريع صغيرة ذات عائد مستمر لهؤلاء الشباب ... وكنت أتمنى لو توحدت الجهود مع هذا المشروع في كل منطقة وبادر الجميع في إنشاء شركات مساهمة هدفها الشباب وتنمية قدراتهم والاستفادة من إمكانيات كل منطقة سواء البشرية أو المادية ويكون النشاط والتدريب متوافقا مع بيئة المنطقة وخاماتها المتوفرة فبعض المناطق زراعية ويكون هدف هذه الشركة هو في التسويق لهذه المنتجات وإقامة مصانع ضخمة للتصنيع الزراعي سواء في المعدات أو المنتجات وتعبئتها .... والمناطق الصناعية يكون في تدريب الشباب في المجالات المتخصصة لكل مصنع وتهيئة الكوادر البشرية وإقامة المصانع المساندة لهذه الصناعات من أجل استمرار دائرة العجلة الاقتصادية داخل هذه المنطقة وتكون الشركات تحت إدارة من يسعون لنجاح هذا المشروع من أجل خدمة المجتمع المدني وليس لزيادة أرصدة أصحابها.... ونحن نشاهد الجهود الجبارة في المشاريع الخيرية التي تهتم بالسكن والملبس والمأكل ولا تهتم بالمشاريع التي تفتح أفاق جديدة لهذه الأسر... بل إن الاستثمار الخيري نجده يوجه إلى بناء العمائر أو المباني التجارية لتأجيرها وهذه المشاريع لا تحقق إلا مردود مادي لهذه المؤسسة ... فالهدف ليس المادة فقط .. بل إن تدوير المال الخيري يجب أن يخدم أبناء المجتمع ويفتح لهم مزيد من فرص العمل وليس لمزيد من العمالة الأجنبية ... ونلاحظ أن الجهد المبذول والمشكور لجماعات تحفيظ القران والتبرعات السخية لو كان مع هذه الإمكانيات المادية والبشرية جهد موازي لدعم برامج توظيف الشباب والفتيات لوجدنا الأثر الكبير لهذه الجمعيات خاصة أن لديها أموال واستثمارات يمكن توجيهها لتحقيق تدوير المال الخيري وطاقات بشرية يمكن الاستفادة منها, فمساعدة الناس بالحصول على عمل لا يقل عن أي عمل خيري وبها يتحقق الخير والصلاح للمجتمع بكامله وتمنع عنهم الحاجة والفراغ ودفع التنازلات المؤلمة من أجل هذه الحاجة ... إننا أمام مسئولية تاريخية وجماعية, فتخيلوا لو لم يبادر خادم الحرمين الشريفين في مشروعه الجبار لإبتعاث وتعليم هؤلاء الشباب ما لذي كان سيحدث لآلاف من شباب هذا الوطن ... يجب على الجميع المبادرة فأعداد الشباب في تزايد ويتكرر السؤال نفسه في كل عام ... أين دور القادرين تجاه وطنهم وأبناءه ؟ إنه نداء للمبادرين بالتحرك قبل أن نفقد المزيد من أبناء الوطن..... تحركوا وأقيموا مشاريع للشباب تفتح لهم نافذة الأمل سلطان بن فيصل السيحاني