ليس أسوأ من انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ مهما كان وقتك صباح مساء أو ليل أنا لا أبالغ ولا أصطاد في ماء الكهرباء الذي يجلب الموت واقعنا الكهربائي يحكيه الوضع الراهن والمجتمع ، ولا يعرف قيمة الكهرباء إلا من يفقدها للحظات سواء في النهار المشمس أو في الليل المظلم فكلا الأمرين أحلاهما مُر . اشتهرت بعض الدول العربية بانقطاع التيار المتواصل بسبب الضغط وقلة الموارد وفقر البلاد ، مع ذلك فهو مرتب ، فتعلم وأنت في منزلك بأن التيار سينقطع من الساعة الثامنة حتى التاسعة مثلا ، وترتب نفسك وحاجتك للتيار . أما عندنا فالانقطاع مفاجئ ويستمر بحجة أنه عطل عام فيجب أن تسلم بأن الأمر عادي ويجب عليك تهيئة نفسك وتحمل عنصر المفاجأة وجعلها عادة وانتظر حتى يتم إصلاحه عودتنا شركة الكهرباء في الأيام الماضية بالانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والضعف وبصورة متتابعة حتى تتلف الأجهزة الكهربائية تماما ، ونحن لازلنا في بداية الصيف فهل الحمولة زائدة ؟ لو حصل انقطاع مفاجئ في غير البلاد العربية لأقيمت دعوى ضد الشركة وتحملت جميع خسائر المواطنين التي تحصل بسبب عطل الأجهزة الكهربائية ، أما نحن ... فلا تنسى تسديد الفاتورة . لقد أسمعت لو ناديت حيا === ولكن لا حياة لمن تنادي إلى متى تستمر هذه المهزلة ؟؟ ولا نرى مسئولاً يتحرك أو أذناً تصغي جاء الصيف وجاءت معه المعاناة وللمعلومية : يقال أن إنجلترا احتفلت قبل أعوام بمناسبة عدم انقطاع التيار الكهربائي منذ خمسين عاما ، وقد حصل انقطاع للكهرباء في لندن يوم 28 /8/2003 م شل حركة قطارات الإنفاق و استمر أكثر من ساعة ... ولندرته سجل في التاريخ ، وربما أن الانقطاع حصل بعد الاحتفال . في برنامج تلفزيوني التقى مقدم أحد البرامج بثلاث أشخاص الأول عربي والثاني أفريقي والثالث ياباني وجه إليهم السؤال الآتي : ما رأيك في انقطاع الكهرباء لمدة يومين ؟ الياباني : ماذا يعني انقطاع الكهرباء ؟ الأفريقي : ماذا يعني كهرباء ؟ العربي : ماذا يعني رأيك ؟ الياباني يجهل معنى انقطاع الكهرباء لأنه لم يرها بحياته والأفريقي لا يعرف معنى الكهرباء أما العربي فلم يسمع أن أحداً طلب رأيه مجرد نكته وضعت للضحك لكنها اقرب للواقع بالنسبة لنا على الأقل .