من الملاحظ خلال الخمس السنوات الأخيرة ، أن ثقافتنا قد نحت منحى خطير ، فالأمم قد أعدة العدة إلى مواجهة التطورات والتقلبات الاقتصادية والتقنية الحديثة ، فهاهي الصين تعد العدة وتجهز أجيالها واقتصادها وقواتها لتكون اكبر دولة اقتصاديا وعسكريا في القرن القادم ، ولم تتنازل الهند ذلك البلد الذي بدأ في أعداد أجياله ليكونوا أكثر جيل مختص في التقنية فنافسوا مُصدر التقنية لهم الولاياتالمتحدةالامريكيه مما اجبر اكبر شركاتها في مجال التقنية لفتح ثاني اكبر فرع لها في الهند ، وإيران البلد الإسلامي الذي لم يكن سابقا ينظر له ، بدأ يعد العدة ليكون قوة نووية في المنطقة والعالم اجمع ، يحسب لها حساب ، وبدأ يدعم اقتصاده ، وها هي الولاياتالمتحدةالامريكيه ، عندما شعرت بالخطر من تدهورها وسقوط إمبراطوريتها ، بدأت تغير سياستها وتوجهاتها ، كل هذه التغيرات المسؤول عنها والداعم له والمحرك الأساسي لها ، هو المجتمع وثقافته ، والتي تستشعر بأهمية أي أمر وتسخر نفسها لمواكبة هذا الحدث سوء اقتصاديا ، أو تقنينا ، أو غير ذلك ، تُعلم أجيالها بأن الطريق الوحيد هو التطور ، ولكن نحن ما ذا فعلنا ، سوف تتعجب كثيرا ، عندما تكتشف ، أننا أوقفنا أنفسنا و أمولنا ، لنشر ثقافة مكرره ، كأننا وجدنا كنز لم يجده غيرنا ، فلقد ظهر نوعا أخر من الثقافة ، بل أوقف كثيرا من تجارنا أموالهم وقاموا بإنشاء القنوات لخدمة هذه الثقافة ، والتي كانت متزامنة مع ثقافة عصر الجمل ، انه الشعر والشعراء وما أدراك مالشعراء الذين قال الله تعالى فيهم) : والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون( ولكنه سبحانه استثناء منهم في قوله:ِ (إِلّا الذِينَ آَمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ وذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وسَيَعْلَمُ الذِين ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبونَ) وهم على ما أظن قليل ، فقد أوقف أبناء الخليج كاملا أموالهم وقنواتهم ، لنشر ثقافة الشعر والشعراء ، وكأنها ثقافة جديدة ، لم تكن موجودة سابقا ، وكان لنا منها النصيب الأكبر ، فنحن نمتلك ما يربوا على أربع قنوات شعرية ، وقودها وموردها الحقيقي أموالنا ، وما تضخه شركاتنا من خلال الرسائل والدعايات وغيرها ، بل أن أبناءنا أصبح كل واحد منهم لايتمنى في هذه الدنيا إلا أن يكون شاعرا ، فهي لديهم أهم من العلم ،وأهم من التقدم ،و أهم من الاقتصاد القوي ، ولم يعلم أبناءنا أن الشاعر لا يتعدى كونه إنسان يجيد الكذب وتصوير مشاعر الهيام والغرام والتوجد ، ليكتشف أبناءنا أننا أوقفنا أنفسنا وامولنا وثقافتنا ، لوهم لايتعدى كونه أكذوبة نعيشها ، وسنعيشها ، مالم نفوق من هذا الكابوس ، ونوقف هذه القنوات ، وهذه الثقافة الجامحة التي لم تتعدى الثقافة المكررة، وهذه الأكذوبة والتي لن تقدمنا ، بل ستزيدنا تخلف وتأخر عن العالم ، ولن نتقدم بهذه الطريقة ، فل يسأل كل قارئ نفسه متى نتخلص من هذه الثقافة ، ومتى نفوق وننظر كما ينظر العالم للتقدم العلمي والثقافي والتقني ، ومتى يوقف تجارنا وآباءنا أموالهم لهذا التقدم . عبدالرحمن عويض الجعيد