حينما يتعلق المرء بالدنيا يسهل اقتياده ويضعف جانبه وتهاجمه الأمراض ويظل أسيراً للأمراض الجسدية والنفسية ويخسر دنياه أولاً وبالتالي آخرته , تعلقك بالدنيا هو أن تنفذ ما تتوق له نفسك من أمور يرجح العقل بأنها غير سوية أو في أضعف الإيمان مكروهه أو أنها تؤدي إلى فساد 0 النفس تهفوا دائماً إلى الدنيا وما أرسل الله الرسل _عليهم السلام _إلا ليهذب هذه النفس فأول ما فرض الله على عباده هو الإيمان بالله والكفر بالطاغوت 0 علم خالقهم _ عز وجل _ أن صلاح حالهم يبدأ أولاً بتقوية العلاقة بينهم وبين بارئهم عز وجل , وهذا عمل قلبي يصدقه القلب فتصدقه الجوارح تبعاً له أو يكذبه القلب فتكذبه الجوارح تبعا ً له وتعمل ما بدا لها 0 وشعب الإيمان أعلاها لا إله إلا الله إذا شربها القلب نطقت بها الأعضاء فلم ينحني الرأس لشيطان ولم يدع لسانٌ صاحبَ قبر ولم تخطو قدم نحو ساحر ولم يصرف إنسان عبادة إلى غير الله عز وجل 0 وفي ذلك كله عز للمؤمن أمام أهل الأرض وأهل السماء 0 وكما أن الدعاء عباده والتوكل عباده والاستغاثة عبادة والاستعاذة عبادة والاستعانة عبادة ينبغي لنا أن نحسن صرفها لله وحده عز وجل دون إفراط أو تفريط 0فعندما تقوم بتطفيف الوزن إما بزيادة أو نقصان فإنك تخل بهذه العبادة ولا تصرفها لله تعالى كما ينبغي ,ووبال ذلك تجده على حالك , فإذا رأيت من أمرك سوءا فاعلم بأنك من المطففين إذا داهمك القلق وضج مضجعك فاعلم بأن لديك خلل في صرف إحدى العبادات القلبية لله عز وجل 0 وملاك ذلك كله أركان الإيمان من علمها وطبقها نال خيري الدنيا والآخرة هو وأمته 0 وفقنا الله لما يحبه ويرضاه 0