قال صلى الله عليه وسلم :لاتقوم الساعة حتى تكون الكلمة أمضى من السيف \". إن السلاح وحده لايكفي في القضاء على العدو ,والرجال الأشداء وحدهم لاينتصرون رغم ماأوتوا من قوة وبطش ,والمباديء الخالية من قوانين السماء لاتوفق لقيادة العالم,إنما ينتصرويتجلى الإيمان خاصة إذا وافق قلباً مستكيناً, آملاً بوعد الله , واثقاً في يقين ثابت بنصر الله ,هذا الذي ينتصر!!نعم ينتصريوم يقدم مهجته وتراق خوائم دمه فيبتسم لأنه ارتقى في مراق الجنان . حقيقة لاشك فيها أن النصر في غزة ليس قادم كما يقوله المهزومون, بل قدم الآن وبزغ نوره الفضاء . هناحتماً ولابد, فإن قوانين السماء هي التي ستنتصرلامحالة !! أما قوانين البشر وعدتهم وعدادهم وجبروتهم لاتنتصر أبداً!. يوماً ما..... سيقرأ الناس التأريخ جيداً,وسيعود الناس أخرى لهذا القرآن ليتأملوا تلك الآيات \"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين\"معية ربانية ورسالة سماوية ولكن للصابرين ....ويقرأون أيضاً \"إن ينصركم الله فلاغالب لكم وإن يخذلكم فمن الذي ينصركم من بعده\".نعم نصر رباني عظيم لاتجلجل رواحيه هذرات من هزيمة ,أو لباس من ثوب الدرعات والدبابات والطائرات والقنابل النووية. في دهاليز التأريخ أياماً كانت قذائف أرسلها المؤمنون في عدوهم بحمم من براكين الشجاعة والبسال وتاج من روائع أفئدة مؤمنة قليلة في العدة والعداد.والتأريخ شاهد : فقد سقط فرعون الطاغية على أيدي بسطاء من الناس لكنهم يملكون إيمانا ًشامحاً. وسقطت قريش العروبة على أيدي فقراء المسلمين وضعفائهم . وسقطت غاشية التتار الملعون الذين أبادوا المسلمين شر إبادة على أيدي أناس قلة ضعيفة جداً لايملكون سلاحاً سوى سلاح الإيمان. وسقطت حروب النصارى التي بقيت تسعين عاماً تدنس الأقصى المبارك على أيدي صلاح الدين الشامخ . وسقط السوفيت وجبروت أكبر دولة في العالم على البؤساء والمساكين من الأفغان . وسقطت الإمبراطورية البريطانية على أناس لايملكون سوى العصي والنعال في دار فور. وسقط اليهود اليوم على أطفال الحجارة .. فلله ما أعظم قوانين السماء !!!. لاترسموا أيها البائسون: في وجوهكم خرائط من الحزن ,وشلالات من الأسى,فطير الأبابيل يرسلها رب العالمين للعدو, بحجارة تمزج ملامسها دعوات صادقات من قلوب مؤمنة ... لاتراعوا في حزنكم كثيراً فاليوم انبلج الفجربعد ظلمة المحنة بخيوط من الأمل وتباشير من ردح الزمن الجميل, لقدلاح النصر لناظريه ..نعم لاح ... لاتركسوا قوافيكم فأمة بقيت منصورة لايخذلهم من خذل ولايضرهم كيد عدو ....! ....!.\" لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة\"- مسلم. هدمت بيوت في الدنيا وبنيت بيوت في الجنة, وأحرقت أجساد طاهرة وجاء النداء \"ذلك الفوز الكبير\".. مرحى بمعارك الحياة الضارية, ومرحى بالأعداء الشرسين, مادام في الحياة إيمان وجهاد وسنان, فاضرب أيها المؤمن بعون من الله وتوفيقه. قال نابليون يوماً لقواده:لاتخدعوا أنفسكم فالعامة لاينصرون قضية\". وقال عظيم هذه الأمة صلى الله عليه وسلم: ((بشر هذه الأمة بالسنا والدين والرفعة والتمكين فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب)) رواه الإمام أحمد. وهاهو في غزوة الخندق والمشركين مجتمعين حول المدينةالمنورة بجيش عرمرم وفي محنة من أشد محن التأريخ التي ابتلي بها المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً, وهو يقول لأصحابه بكل أمل وتفاؤل: ((والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء وإنى لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق أمناً وأن يدفع الله عز وجل مفاتيح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوز هما في سبيل الله)). \"سنن البيهقى الكبرى\".فتحققت تلك البشائر في زمن عمربن الخطاب رضي الله عنه .فالنصر لايأتي بيوم ,ولاعام, ولاألف عام, وإنمايأتي في كل دقيقة يتجلى فيها إيمان شامخ وصمود كصمود الجبال الرواسي... آمل وأنت تقرأ محطات هذه المقالة أن تضعها في قلبك