الثقة مبدأ خطير وغير قابل للمساومة. فهي سلاح قوي وفعال يشد من أواصر المحبة والإخلاص والتضحية ناهيك عن سهولة إستخدامه بشكل عكسي قد يسبب دمارا وهلاكا لأحد أطرافها. حينما نتكلم عن التربية وأهميتها وخطورتها في الزمن الحالي أكثر من الماضي فهذا لعدة أسباب: فالإنفتاح العالمي من خلال التوسع في القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية يحتم على المربين التشديد والتكثيف في تطبيق تربية حازمة وصارمة وفق أساليب حديثة أثبتت فعاليتها وجدواها السلوكية. أعود للثقة ومحاولة ربطها بالتربية. حيث أن مشكلتنا أننا كثيرا مانربط بين مستوى الثقة تجاه شيء معين والإهتمام بتعليم النشء كيفية التعاطي معها. فنجد على سبيل المثال أن الأب لايلقي بالا للمدة الزمنية التي يقضيها الابن مع إبن عمه أو أحد أقاربه ودلك يعود لمستوى الثقة العالي تجاه هدا القريب بغض النظر عن سلوكه وقس على دلك الكثير. نتحول للإعلام وأخص منها القنوات الفضائية والتي أصبحت تدس السم بالعسل , حيث أن من المعروف أن لكل قناة توجهها السلوكي والثقافي والديني وذلك طبقا لمالكيها وطاقمها فتجد أن المشاهد يصنف القنوات حسب هذا النهج والتي يرتفع معها وينخفض مستوى الثقة طبقا للمواصفات السابقة. عندما يرتفع معدل الثقة تجاه قناة معينة ودلك طبقا للمعلومات المتوفرة = الظاهرية = عنها من خلال مالكيها وتوجههم وكدلك طاقمها ثم ماتلبث أن تتفاجأ ببرقيات عاجلة وخاطفة تفيض قيحا وصديدا تندس تحت غطاء أبيض يلمع نقاء وصفاء فتلك هي الكارثة. قناة العربية , دأبت مند فترة ببث مواد دخيلة ومبتذلة دينيا وسلوكيا سواء عن قصد أو غير قصد. حيث أصبحت تبث أمورا مخلة بالدين والعقيدة مغلفة بشيء من التهكم والسخرية. أمثلة كثيرة تؤكد هذا النهج المتعرج طالعتنا به الصحف والمواقع الإلكترونية. فمن جاهل يتقول حديثا عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم كله سخرية بجبريل عليه السلام إلى طرح إستفتاء عجيب يتسائل بشكل مستفز عن مدى مصيبتنا نحن العرب المسلمون بإنحسار الدين النصراني في العالم العربي !! فما هي فائدتنا المرجوة من طرح وبث مثل هذه الأمور وعلى قناة تحسب على المسلمين!! ما رأيكم لو أن مثل هذا الإستفتاء طرح في قنوات تمثل الغرب وأديانهم , هل سيسمح بمثل هذه السقطات؟؟ لا أعلم إن كانت هذه الأمور تتم تحت أنظار مسؤولي القناة أم هي دسائس تدس من قبل ثلة محسوبة عليها ومن خلف الستار , رغم أنها في كلا الحالتين مصيبة كارثية وصدع في جدار القناة. ذلك أن الإعلام هو السلطة الرابعة المحركة للعقول والأجساد ولاسيما الناشئة والغضة. فلا أحد في الوقت الحالي يستطيع أن يمنع وسائل الإعلام من الوصول لعقول أبنائه أو على الأقل التأثير فيها فإن منعت القنوات في المنازل فهناك الشبكة العنكبوتية وإن منعت فتلك مقاطع البلوتوث و الأصدقاء وووووو الخ. إذا فالمسألة معقدة وخارجة عن نطاق السيطرة ولاحل لها إلا بالتربية السليمة الصالحة التي بدورها ستوصلنا نحو تربية ذاتية وعدم إغفال ضرورة تكاتف وسائل الإعلام المحسوبة علينا وإلا فلنقل على عقول وسلوكيات أبناءنا السلام وعلى عقيدة أجيالنا الرحمة والغفران. علي بن عبدالكريم السعوي