عندما يأتي الحديث عن الوطن وتمر خواطره أتذكر ذالكم النداء الذي أطلقه المصطفى علية الصلاة السلام يوم أن اخرج من مكة موطن نشأته وترعرعه وبزوغ نبوته . يخرج من بلده مكّة ويقف على شفير خارج مكة ويقول: \"والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إليّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني ما خرجت\". كلمات خاطب بها علية السلام جبال مكة الصماء و كعبتها المشرفة . لم تكن هذه العبارات نابعة من فراغ إنه الانتماء و الحنين للوطن مع موجود مخالفيه ومن ناصبوه العداء والحرب والسخرية , لم ينسى وطنه وهو في أحلك الظروف وأصعب المواقف زيادة على أنه مهاجر إلى المدينة حيث الاستقبال و الحفاوة والعزة . هنا يتوقف القلم وتنتهي العبارات في إيفاء الوطن حقه أمام هذه الرسالة التي اطلقها محمد بن عبدالله علية الصلاة والسلام لأمته وضرب أروع الصور لحب الوطن والانتماء إليه . نحن اليوم نعيش في وطننا المملكة العربية السعودية وطن حباه الله بخدمة الحرمين الشريفين بل جعل ولاته وفقهم الله من خدمة الحرمين اسماً وشعار لهم يفتخرون ويدعون فيه في كل مناسبة ومحفل .. وطن جعل كتاب الله شعاراً ونبراساً يضيء طريقه .. وطن يستحق منا الكثير حباً وولاءً وتضحية .. وطن بحاجة إلى إعادة صياغة لحبة بكل جرأة .. وطن سيبقى الحديث عنه ذو شجون .. وطن لم تفه عباراتي حقه .. وطن جمعت حروفه وفاء و طمأنينة و نماء .. وطن له مكانة ولولاته منزلة وإمامة . وطن هذه مقوماته له في القلب محبة ولموحده دعوة ووفاء .. بقلم / أحمد بن سليمان السعيد [email protected]