منذ بداية القرن الخامس عشر الهجري ونحن نشهد نقلة نوعية بل قفزات حضارية في شتى المجالات التكنلوجية والفكرية إلا أن هناك بعض المفاهيم المحلية ظلت على حالها أو لم تتغير بشكل ملحوظ , ومن أهم هذه المفاهيم إضفاء القداسة على أقوال بعض العلماء في المسائل الاجتهادية ! ففي الوقت الذي نجد فيه العلماء والأصوليين – منذ عهد السلف وحتى الآن – يشيرون إلى أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد , نرى من بين أتباع العلماء وطلبة العلم من ينكر وبشدة على من يخالف رأيه أو بالأحرى رأي شيخه ومشايخه وكأن الإسلام قد حُصر باجتهاد فقيه أو ثلة من الفقهاء وما خالف هذه الاجتهادات فهو ليس من الإسلام ! إن هذه الظاهرة تبرز بين أوساط غير المتعلمين وهي ظاهرة ليست جديدة بل هي موجودة منذ مئات السنين ووجودها في هذا العصر ليس مستغرباً ولكن المستغرب هو أن يقابل هذه الظاهرة تجاهل من قبل كثير من العلماء حتى بدأ الإنكار في مسائل الاجتهاد يتنامى إلى أن أصبحت المعادلة أن أمام كل مفتٍ عشرات المفنين وبتنا لا نكاد نسمع عن فقه الخلاف فضلاً عن التأكيد عليه , بل على العكس من ذلك صرنا نرى التشديد على الإنكار في بعض المسائل الاجتهادية حتى توهم الناس أن هذه المسائل الاجتهادية من ثوابت بل قطعيات الدين ! ولا أريد أن أذكر أمثلة لئلا أقع أيضاً ضحية للإنكار , كما أني لا أريد أن أتعمق في البحث عن أسباب هذه الظاهرة ولا عن المسؤولين عنها ولكن أريد أن أدعو إلى رصد ومتابعة هذه الظاهرة ومن ثم إصلاح ما يمكن إصلاحه منها , وهذه مسؤولية نشترك فيها جميعاً وإن كان العبء الأكبر منها يقع على العلماء بحكم أنهم هم أصحاب التأثير الأكبر والصوت المسموع . إبراهيم بن سليمان السدرة [email protected]