لم يكن السبب وراء تدوين اسمها كغائبة في بداية سنة دراسية ماسية لها ولبنات الثلاثة عشر ربيعاً ، عدم رغبتها بالأسبوع الأول ! و لم يكن السبب اعتيادها على قضاء صباحها بالنوم كما في العطلة التي انتهت سريعا، ولم يكن ذلك لأنها نست شراء ً أقلام ودفاتر وردية مُزخرفة بباريي وتويني وقلوب حمراء ! بل لأن يداها الرقيقتان على أطراف السرير موجوعتان تناديان الموت ببطء وسط حالةٍ خطيرة في العناية المركزة ، يداها تنشدان كميات دم هائلة بعد أن أُهدر دمها ضرباً وكياً وتعذيباً من قبل إنسان يربطها به الدم ذاته ! هو والدها ... لأنها كانت تُقتل كُل يوم منذ آواخر رمضان هذه السنة ، الذي كُنا نحسبه أشد الأيام رفقاً بمن حولنا فكيف بفلذات الكبد ! دونوها غائبة إلى أجل وبهمسات تؤمن بالعودة مجدداً ، بينما لسان حالها يقول سيطول الغياب لقد كانت أقسى حالة عنف مُسجلة، حتى أن الأَب نفسه أشفق عليها فحملها إلى المستشفى منذ أيام قبل أن تموت أمامه ! فبين لحظة تعذيبها و لحظة تسليمها للطوارئ ، ربما اختلفت حالته العقلية ، أو مستوى الشعور بها ككائن حي .. ولكنها شفقة لا تُقدم ولا تُأخر بعد أن اغتيلت براءاتها ، ولا مبررات في الكون تعتقه من طوق القضاء الذي سيحال إليه ... فأرجوك أيها القضاء لا ترأف به .. لقد خان الأنوثة بقوة الرجولة .. أعرف أن ليلى رقيقة ً لا تجيد الكاراتيه أو ابسط ممارسات الدفاع عن النفس ، ولكنني لم أكن أعرف أن هُناك متفرجون مستسلمون للظلم يكتفون بالبكاء عليها فهل كانت تعيش لوحدها مع والدها ! ألم يكن هُناك من يعرف بالظلم الواقع على مدى أسبوعان قبل أن تؤدي حالتها إلى اكتشاف الجريمة ، في حال كانت لا تستطيع أن توصل أنينها لأحد طوال هذه الأيام ؟ أقولها لأنني عندما كُنت أتألم لليلى الطائف ، تذكرت تفاصيل ضحية أُخرى للعنف وهي سيدة نجران التي قدم أحد أطفالها المذعورين بلاغاً أثناء ضرب زوجها لها ولكنها توفيت بعد البلاغ بساعات ومتى ؟ في عيد المسلمين مُخلفة ً خمسة أبناء، أما ليلى فأيامها ستُعلن النتائج ... بعد أن قرأت قصتها وهي أحدى السلاسل التي ارتفعت في سماء المجتمع ،، تخيلت أن مجرد الاعتداءات الطفيفة القادمة من الآخر ، هي مُؤشر يجب أن تخبر به المظلومة منظمات الحقوق حولها وأولها تلك اللجان الاجتماعية المخصصة لحالات العنف الأسري ! تأميناً لليوم القادم وترهيباً للظالم .. كم تخيلتها ممسكة الهاتف تنادي بأعلى صوت أنقذوني ! وكم تخيلتها تحاول إرسال رسالة إلكترونية عبر أجهزة منزلها إلى من يستطيع الإنقاذ مبكراً والقبض على معذبها ! ... عصافير لا تلقى الرحمة ، بدأنا نراها تسقط من سماءنا ، فنتألم مراراً لها ليلى هُناك تتألم وغيرها تموت في حضن القسوة وبين زخات العنف ... همسة // المُعرضات والمُعرضون للعنف الأُسري في مختلف مناطق المملكة يلاقون إهتماماً من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال اللجان المخصصة في كُل منطقة ، حيث أن ما يلي التبليغ الهاتفي عن الحالات هو احتواءها بسرعة وسرية تامة وقد كان غالبية المعرضون وفق ما نشرته الوزارة هم من النساء و الأطفال والمسنين والمعوقين والعمالة المنزلية. لجنة الحماية بمنطقة الرياض ت 012075242 ف / 012075172 لجنة الحماية بمنطقة مكةالمكرمة ت 026616688 ف / 026641815 لجنة الحماية بالمنطقة الشرقية ت 038349422 ف / 038305122 لجنة الحماية بمنطقة عسير ت 072247087 ف / 072247091 لجنة الحماية بمنطقة حائل ت 065437944 ف / 065437944 لجنة الحماية بمنطقة المدينةالمنورة ت 048654117 ف / 048654115 لجنة الحماية بمنطقة القصيم ت 063853730 ف / 063853721 منيرة بنت عمر السليم