القنوات الهابطة قد ترتقي بنا \" .. يعلم ويسمع وربما يشاهد الكثيرون من أفراد المجتمع بعض القنوات الهابطة , ويتفق الجميع تقريباً على رفضها . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : إذا كان الغالبية متفقين على رفض هذه القنوات الهابطة , فلماذا هي مستمرة إذن ؟! ولماذا يتجه المعلنون إليها إذا كانت فعلاً كذلك ؟! الجواب المبدئي والبديهي يقول : لأن هناك الكثير ممن يشاهدونها . ولماذا يوجد الكثير ممن يشاهد هذه القنوات ؟! الجواب : 1- لأن هذه القنوات محترفة . 2- لأنها تخاطب الغرائز والعواطف أكثر من مخاطبتها العقول . وبالطبع فإن عقلية المشاهدين لها دور كبير في نسبة المشاهدة والتأثر . لأن من يشاهد مثل هذه القنوات وعنده عقل وتمييز , يستطيع تحديد الغث من السمين ومعرفة الجيد من السيء .. ولكن المشكلة تكمن أولاً بنوعية المشاهد الذي لا يملك لجام الرشد وثانياً بوجود وبجودة القنوات الهادفة القادرة على سحب البساط من تلك القنوات الهابطة . ولهذا فمن يريد أن يحارب هذه القنوات , عليه أن ينشئ قنوات تتسم بالاحترافية لتستطيع أن تنافس تلك القنوات الهابطة لا أن يقدم لنا قنوات تبحث عن الربحية دون أن تقدم للمشاهد ما يجعله يحس بأنه يشاهد قناة محترفة إعلامياً . فالقنوات الهادفة عليها عدة مسؤوليات من ضمنها رفع مستوى إدراك الفرد في المجتمع , لا تجهيله بالبرامج السطحية أو المسلوقة . ختاماً : إن وجود القنوات الهابطة قد يجعلك تحس بمدى رقيك عندما تنأى وترتفع بنفسك عن متابعتها . بل لا أبالغ لو قلتُ إن كثرة القنوات الهابطة قد يحفز على إنشاء قنوات جيدة وهادفة , لأننا – مع الأسف – تعوّدنا على ألا نبادر في أطروحاتنا وأفعالنا بل هي في الغالب مجرد ردود أفعال وليتها تكون موزونة ومضبوطة ! إبراهيم بن سليمان السدرة [email protected]