ما الذي يمثل جوهر العقيدة الإسلامية والهوية الإسلامية ؟ وما الذي يمثل جوهر غير قابل للتحول , وماهو الثابت في الإسلام , وماهو المتغير ؟ أسئلة راودتني قبل أن أتصفح عقل ( عبدالله القصيمي ) عام 2005 لأول كتاب أخذته من إحدى المكتبات في بيروت كتاب ( هذه هي الأغلال ) , وكانت تلك الأسئلة معقدة بالنسبة لي . ولم يزل هذا الخلاف قائم حول حدود الإصلاح والتجديد المشروع للإسلام , وخلاف من يرسم هذه الحدود ومن يحدد التجاوزات لها . وهذا ما جعل المسألة بالنسبة لي معقده وفي غاية الصعوبة أن تحدد بشكل موضوعي الى حد ما . حقيقة كنت ولا زلت مؤمنة أن الطموح لا يوجد له حدود , وكان طموحي وخيالي أن أتجاوز تلك الأسئلة في عمر صغير نسبياً وطالبة تدرس على مقاعد الجامعة وكنت أعرف يقيناً بأن هذا الخيال لن يقف عند كرسي الجامعة أنتظر دوري حتى تنادي الأستاذة اسمي لتتأكد من وجودي على هذا الكرسي المغناطيسي ! أتذكر كلمات ( القصيمي ) : \" الى مصر .. الى القاهرة الى الأزهر .. نعم الى الأزهر \" كانت تلك الكلمات أكبر من أن تتحول الى خيال كان فوق خياله أو أعلى من أن يتحدث فيه , وكان طموحي أن أعرف ماهو أقصى الخيال الذي سوف أصل \" أنا \" إلية . عندما غصت في خيالي وبحثي عن أسئلتي خفت من الضياع , هل لكوني صغيرة أو لكوني أنثى ناقصة عقل و ليس لها الحق في التفكي ر ويكون حدود خيالها البيت أو الحديث عن الأمور الأنثوية في الحياة ولا تتعدى هذا المجال لأنه سيحكم عليها في التدخل بشؤون الرجال وكأن العقل أصبح ذات لونين الأزرق للرجل والوردي للأنثى . لقد كان \" القصيمي \" متدني الطموح والخيال كما وصف نفسه كونه خرج من ( الخبوب) ليذهب الى حلمة هو مصر ثم الأزهر ثم مصر .. حتى أصبح هذا الطموح مخجل بالنسبة له, وكنت أبرر هذه التساؤلات كونه جعل من الشمس والقمر والنجوم أفراسة التي يمتطيها خياله وطموحة وخطواته . وصل إلى مصر مركز الكون , أو أقصى الكون , مقبرة التاريخ , أم تحنيط التاريخ , وهنا وقعت الصدمة صدمتة هو وصدمتي أنا كوني لم أعرف بأن البحث غاية لا تدرك أو قد تكون صدمتي بأن الجواب لتساؤلاتي بعيدة كل البعد وضياعي بدأ يزداد وهنا انتهت القصة أو المهزلة أو المأساة . الحقد والغضب والشعور بالظلم هي طاقة حياتية , وهناك من الناس من تصرف كل الشكوى والتهديد والوعيد ويبددون كل مالديهم من طاقة على هوامش حياتية لا أساس لها في الوجود وعندما يلحقون الأعداء بالأذى علينا نبدأ بالصراخ ونجزم على ا لتصرف بمنتهى القوة في المنابر وسرعان ما تتبدد هذه القوة الى مهزلة حقيقية نعيشها , وكما قال القصيمي : \" العرب ظاهره صوتية \" . تعرض الإتجاة الحالي إلى محدودية في اختيار الكتب من ( من حداثة الأفغاني ,وليبرالية طه حسين , وهيكل , والعقاد , وابن تيمية , وسيد قطب ) ونادراً ما نتوسع في القائمة لدينا , وقد يكون المحدودية هي سبب من أسباب الجمود الذي يحجب النظر عن التنوع في المشاريع الحياتية الحديثة في العالم العربي . والإعتراف بالتعددية الاجتماعية , والقبول بتحرير التفكير النمطي السائد الى مجال أكبر وأوسع لتكون وسيلة سهلة لكتابة تاريخ متميز بدقة واللعب بلحية التاريخ قليلا ً . ومع هذا وكل هذا الصراخ الذي أقوم به على مسامعكم لم أستطع على جواب أسئلتي المحيرة لأن أفكاري تبددت لسؤال أستاذتي لي : أين هو الواجب ياسديم ؟ !!!! نقطة في بداية السطر سديم الضراب مدونتي