حلَّقت أسعار السكر إلى مستويات غير مسبوقة حيث سجل كيس السكر زنة 50 كيلو 180ريالاً وبفارق كبير عن السعر المسجل على موقع وزارة التجارة حتى تاريخ النشر حيث يبلغ سعر كيس السكر زنة 50 كجم 166 ريالاً وفقاً لموقع الوزارة الإلكتروني غير أن جولة ميدانية ل(الجزيرة) على عدة مراكز تموينية كبرى أكدت زيادة تتراوح ما بين 9 ريالات و14 ريالاً. وقال جمال محمد يعمل في مجال تجارة التجزئة بأحد الأسواق المركزية في الرياض: إن الأسعار الحالية تحددها الشركات الكبرى المستوردة للسوق المحلي وإننا كمحلات بيع التجزئة نتضرر بنفس مستوى ضرر المستهلك لأن السوق بحسب رأيه لا يعاني نقصاً ومخازن كبار المستوردين ممتلئة وتكفي السوق لمدة طويلة، مطالباً بضرورة رفع مستوى المراقبة من الجهات المعنية على الشركات المستوردة. فيما قال مختار محمد بائع أيضاً بأنهم كمحلات تجزئة لا يمكن أن يقوموا برفع الأسعار من تلقاء أنفسهم بل إنهم يواجهون اعتقاداً خاطئاً من قبل المستهلكين بأنهم السبب بارتفاع الأسعار مع العلم أننا نتضرر من ذلك حيث إننا مطالبون بتوفير مادة السكر بكل الأحوال وتقلب الأسعار وارتفاعها يؤثر على أرباحهم مؤكداً أن السوق لا يعاني شحاً بالمعروض لأن مخازن الشركات المستوردة لديها مخزون يكفي لعدة أشهر وبأسعار قديمة. وبهذه المستويات الحالية فإن أسعار السكر واصلت وتيرتها التصاعدية منذ بداية رمضان الماضي حينما ارتفعت من 125 ريالاً إلى 155 ريالاً لتصل الآن إلى 180 ريالاً. ورأى مدير التسويق في أحد مراكز التموين أن هذه الأسعار خاضعة لتأثيرات البورصة العالمية، وأضاف أن الأسعار قابلة للتغير مستقبلاً لأن فترة نهاية العام دائماً ما تقوم شركات السكر بمراجعة ميزانياتها وتقليل أو إيقاف إنتاجها. وطالب مواطنون بتدخل الجهات الرسمية لمنع التلاعب بالأسواق حيث قالت «نورة القحطاني» ربة منزل: إن ارتفاع سعر السكر مبالغ فيه ومستغرب على كافة السلع الغذائية وخصوصاً السكر وإن تكلفة المواد الغذائية تضاعفت عن ما كانت عليه قبل سنوات قليلة، مطالبة بتدخل الجهات الرقابية للحد من هذه الارتفاعات الكبيرة بالأسعار. في المقابل ذكر أحد مستوردي المواد الغذائية «فضّل عدم ذكر اسمه» أن هناك ثلاثة عوامل لتزايد الأسعار وأولها أن الدول المنتجة للسكر قللت من إنتاجها كالهند وتايلاند والبرازيل كما أن المعروض من السكر في السوق لا يواكب الطلب المتنامي بالإضافة إلى فرق العملة وأسعار الصرف بين الدولار والعملات الأخرى وكلها عوامل تساهم بلا شك في زيادة هذه الأسعار. وكانت أسعار السكر الخام قد سجلت بالبورصات العالمية حسب إقفال يوم الجمعة 28.25 سنت لكل باوند والذي يساوي 450 غرام أي أن الكيلو من السكر الخام يباع بما يقارب 2.20ريال للكيلو بينما سجلت أسعار السكر المكرر 718.40 دولاراً للطن أي أن سعر الطن يساوي 2694 ريالاً بما يعادل 2.69ريال للكيلو ومن المعروف أن السكر مادة معفاة من الرسوم الجمركية ما يعني أن الأسعار التي يباع فيها حاليا مبالغ فيها خصوصا وان المخزونات لدى التجار دائما ما تكون كافية لمدة 6 أشهر حسب الاستهلاك المحلي والذي يقدر بما يقارب مليون طن سنويا ويتم تغطية احتياجات السوق بما يصل إلى 60% من إنتاج الشركة السعودية المتحدة للسكر والتي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 1.4 مليون طن سنويا.