يتذكر أهالي عفيف في مثل هذه الأيام وبكل فخر انفراد محافظتهم من دون سائر محافظات ومدن مملكتنا الفتية بحدث تاريخي أصبح قلادة في عنقها وهلالًا على هامتها وتاجًا على رأسها وضاء يبرق وميضه يتذكرونه كل عام وهو تشريف المغفور له جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في يوم الأحد الرابع من شوال عام 1364ه وامتطاؤه صهوة الجو في الطائرة الميمونة ولأول مرة في تاريخه المنير. لتكون عفيف أول محطة لرحلاته الجوية وكانت رحلته رحمه الله من عفيف إلى الحوية بالطائف في تلك الطائرة (الداكوتا دي سي 3) المهداة من الرئيس الأميركي الراحل فرانكلين روزفلت، وما زالت عفيف تتشرف بهذا الحدث على مدى القرابة 72 عامًا ولتكون أول مدينة بالمملكة يستقل منها المؤسس أولى لبنات الأسطول الجوي السعودي ومن ذاك التاريخ أصبحت عفيف تشتهر بهذا الميزة العزيزة والغالية على قلب كل مواطن. وتقع مدينة عفيف في وسط هضبة نجد على خط عرض 33 درجة و45 دقيقة وخط طول 42 درجة، 56 دقيقة، وهي تقع على خط الرياضمكة (القديم) والذي له أكبر الأثر في ازدهار الحركة التجارية في المدينة وهي تبعد عن الرياض نحو 500 كم تقريبًا وعن مكةالمكرمة 500 كم تقريبًا. ويحيط بعفيف سلسلة من الجبال شمالًا وأشهرها وأحد معالمها (جبل أصفر عفيف)، وجنوبًا (جبل الأطولة) وسميت عفيف نسبةً إلى عفيف العود (مورد ماء). وتعد مدينة عفيف المركز الإداري لمحافظة عفيف لتوسطها عددًا كبيرًا من القرى والهجر والتي تبلغ نحو 350 قرية وهجرة. وينتظر أهالي عفيف الحلم الذي طال انتظاره وهو المطار المدني ولو بتخليد تلك الذكرى العزيزة على قلوب أهالي عفيف تلك الرحلة الميمونة التي أقلت الموحد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه من عفيف لأول مرة في حياته عندما استقل الطائرة الميمونة . وما زال الأهالي "يتعشمون" بالمسؤولين بالطيران المدني خيرًا لتحظى عفيف بمطار بذلك الموقع والذي يعززه بعد المحافظة عن المناطق الرئيسية وموقعها الاستراتيجي المتوسط لمناطق المملكة.