أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة السورية تمكنوا من قطع طريق قلعة حلب الذي يوصل الإمدادات إلى قوات النظام، وذلك بعد سيطرتهم على حي السويقة وسوق الزهراوي في البلدة القديمة، مشيراً إلى أن هذا التطور يعد نوعيا وتقدما مهما تحرزه قوات المعارضة السورية. وأضاف أن الجيش الحر استطاع كذلك الاستيلاء على عدة مراكز عسكرية تابعة لقوات الأسد وكتيبة لصواريخ ستريلا المضادة للطائرات ومستودعات أسلحة. إلى ذلك، لقي 30 مدنيا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون إثر قيام مروحيات تابعة لقوات النظام بإلقاء براميل متفجرة على أحياء بعيدين والشعار وقنسرين بمدينة حلب، وأشارت شبكة شام برس إلى أن المعارضة المسلحة أعلنت بدء عملية عسكرية واسعة في حلب القديمة. وأضافت أن طائرات النظام شنت غارات منذ ساعات الصباح الأولى على حي مساكن هنانو وبلدة حريتان في حلب. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدة قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة سقطت على مناطق في حي العزيزية الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حلب، مما تسبب في وقوع أضرار مادية، إضافة إلى مقتل أكثر من 24 شخصا. كما أعلنت بعض الكتائب الإسلامية المقاتلة بدء العمليات العسكرية في الشيخ نجار وقرى عزيزة والشيخ سعيد وحلب القديمة، ضد القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. وفي حمص، كثفت طائرات النظام غاراتها على مدن وبلدات الريف الشمالي، وتعرضت بلدة تلبيسة لقصف من قوات النظام أدى إلى سقوط عشرات المدنيين قتلى وجرحى، وأضافت شبكة مسار برس أن قوات النظام شنت قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية والرشاشات الثقيلة على حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة، وإن اشتباكات عنيفة وقعت في حي باب هود. وعلى صعيد محافظة القنيطرة، أفشلت قوات المعارضة أمس محاولة قام بها جنود الجيش النظامي لاستعادة محيط تل الأحمر الشرقي الإستراتيجي ببلدة كودنة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة استمرت بين قوات الأسد والثوار في محيط التل، مشيرا إلى أن تمسك الثوار بالتل يأتي ضمن معركة السيطرة على التلال الاستراتيجية في ريف القنيطرة الجنوبي وريف درعا الغربي، وسط تراجع كبير لقوات بشار الأسد في هذه المنطقة منذ بداية الشهر الجاري وتقدم للقوات المعارضة. إلى ذلك، أكد المرصد إعدام القوات النظامية 6 رجال وعائلة كاملة في قرية الزارة التي تسيطر عليها القوات النظامية، إثر تسليم أنفسهم بحسب ناشطين. وفي العاصمة دمشق وريفها، أكدت شبكة شام قوات النظام استهدفت بالمدفعية الثقيلة حي جوبر في العاصمة، كما قصفت مدن وبلدات المليحة وداريا وعدة مناطق في الغوطة الشرقية، وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة باستمرار الاشتباكات بين الجانبين على عدة محاور في بلدة المليحة، مما أسفر عن مقتل 6 عناصر في كمين نصبته لهم قوات المعارضة. وتأتي تلك التطورات بعد أن تمكن الثوار من قطع الطريق الدولي الواصل ما بين دمشق ومعبر التنف الحدودي المؤدي للعاصمة العراقية بغداد في القلمون الشرقي، وهو الطريق الذي تستخدمه الميليشيات العراقية والإيرانية لإيصال المقاتلين والذخائر والمؤن عبر الحدود.