أقر مسؤول في وزارة التربية والتعليم بوجود تباين في الكفايات والمهارات التربوية والمعرفية لمراحل التعليم الثلاث، تتطلب من الجامعات برامج وخططا مصممة خصيصا لها، داعياً إلى إعادة التفكير في كليات التربية بوضع برامج منفصلة لرياض الأطفال وأخرى للصفوف الأولية. ولم يخف المسؤول خلال اللقاء الذي جمعه بقيادات التعليم العالي ضعف تأهيل بعض المعلمين في جميع المراحل، وأنه دون المستوى المطلوب، خاصة المرحلة الابتدائية، مشدداً على أهمية أن يشمل إعداد المعلم تدريباً ميدانياً جاداً للمرحلة المستهدفة ولفترة كافية وتحت إشراف دقيق. وقال الدكتور حمد آل الشيخ نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين، إن التعليم في العالم كله يواجه تحديات كبيرة تفرضها متغيرات السياسة والتقنية والعولمة والهوية ووسائل وشبكات التواصل المجتمعي، التي كان لها انعكاساتها على مفهوم التعليم والتعلم، ومفهوم المدرسة والتربية، وهي تتطلب في استخدامها والإفادة منها الوعي والحنكة في سبيل الحفاظ على هويتنا الوطنية وقيمنا الدينية والاجتماعية، وعلى مكتسباتنا، في فضاء غيّر الكثير من قواعد وثوابت العملية التربوية والتعليمية. وأضاف آل الشيخ أن معلم الأمس بمقوماته المعرفية والمهارية بات يواجه واقعاً تعليمياً جديداً، يتطلب مستوى أعلى من الإعداد والتأهيل، مبيناً أن المرحلة الابتدائية أصبحت ينظر لها كمرحلتين مختلفتين إلى حد ما، المرحلة الأولية، والمرحلة العليا، منوهاً بأن مرحلة رياض الأطفال مرحلة ضرورية وسابقة للصفوف الأولية والعليا من المرحلة الابتدائية، مطالباً بالتفكير في برامج منفصلة للصفوف العليا في المرحلة الابتدائية، وذلك لإعداد معلم "العلوم والرياضيات" وفق خطة منفصلة، وكذلك معلم "الاجتماعيات والتربية الوطنية"، ومعلم "التربية الإسلامية واللغة العربية"، كل وفق خطة وبرنامج وأهداف لتحقيق كفايات مختلفة. وأكد نائب الوزير خلال حضوره ندوة "إعداد معلم المرحلة الابتدائية في المملكة: رؤى عالمية وتطلعات وطن"، التي تقام تحت رعاية الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، في جامعة الملك سعود، حرص "التربية" على التشاركية كقيمة أساسية من قيم النجاح، ولا سيما مع القطاعات والمؤسسات التي تربطهما وحدة المجال ووحدة الهدف، وذلك إيمانا منها بأنّ الشراكة مع القطاعات الأخرى ضرورة حتمية، يفرضها الواقع العملي والضرورة التكاملية الوطنية. وأشار إلى أهميّة المرحلة الابتدائية التي تكمن في كونها مرحلة التأسيس للمستقبل، وذلك للتأسيس النفسي والعلمي والاجتماعي والثقافي، مبيناً أنه إذا صلحت المرحلة الابتدائية صلح التعليم، والعكس بالعكس. وقال آل الشيخ: "لا بد أن يتم إعداد المعلم تدريباً ميدانياً جاداً للمرحلة المستهدفة ولفترة كافية وتحت إشراف دقيق، وأن تكون هذه البرامج مصممة وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة في الإطار الوطني للمؤهلات الصادر من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، والمعايير المهنية لكفايات المعلمين التربوية والتخصصية التي طورت بين مركز قياس ووزارة التربية والتعليم والجامعات والخبراء، وهي الآن في مرحلتها الأخيرة.