ناشد أولياء المعتقلين السعوديين في السجون العراقية "67 معتقلا"، أعضاء الوفد الحكومي واللجنة المكلفة بملف أبنائهم، إنهاء معاناتهم في السجون العراقية، مبدين استياءهم من التأجيلات المتكررة من قبل الوفد المكلف بتوقيع الاتفاقية والذهاب إلى بغداد، وسط مخاوف من تعرض أبنائهم للتعذيب الوحشي من قبل حراس السجون بسبب النزعة الطائفية. وقال عبد الله بن ناهض والد المعتقل "سعد": "أناشد الوفد إنهاء معاناة المعتقلين السعوديين وتخليصهم من الأسر"، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية أصدرت جوازات العبور لمدة عشرة أيام ولم يبقَ سوى ذهاب الوفد المعني بإنهاء الملف وتوقيع الاتفاقية، لافتا إلى أن مدة الجوازات انتهت دون أن يذهب الوفد. وأوضح، أننا ننتظر منذ شهر ذهاب الوفد، وقال: "كلما ذهب أحد الأهالي للاطلاع على آخر المستجدات أخبروهم أنهم مهتمون بالملف وعليكم الصبر وانتظروا قليلا، أو اكتبوا خطابا وسيأتيكم الرد"، مشيرا إلى أن الأهالي كتبوا خطابات وأرسلوا برقيات إلا أن الوفد لم يحسم أمر سفره إلى بغداد. ووصف كل من نايف الحيزان وعبد الله الجار الله وعبد الرحمن الشهراني لسان حال الأهالي بقولهم: "معتقلونا في العراق ينتظرون الوفد"، وتمنوا إنهاء هذا الملف في أسرع وقت خاصة بعد أن مضت مدة طويلة ولم يغادر الوفد لتوقيع الاتفاقية، مستشهدين ببعض الدول التي سارعت لإخراج رعاياها من السجون العراقية، مدللين بمعتقلين من دول الإمارات وبنغلادش والأردن. فيما أكد سعد السهلي أنه تم تجميع المعتقلين السعوديين في سجن واحد، ما زاد الأمر سوءا، مناشدا اللجنة بسرعة تدارك الوضع والتحرك السريع قبل حدوث ما لا تحمد عقباه. من جهته، أكد ثامر البليهد المحامي ورئيس لجنة المعتقلين السعوديين في سجون العراق في مكتب المحامي عبد الرحمن الجريس، أن اللجنة انتهت من جميع الإشكاليات التي تعترض ذهابها ويتوقع أن تستكمل إجراءات سفرها، حيث تم ربط تسليم المعتقلين السعوديين وممن صدر عفو لهم بقدومها وتوقيع الاتفاقية في بغداد، لافتا إلى أن وزارتي الداخلية والخارجية قامتا بالدور المنوط بهما. وأشار البليهد إلى أن بعض الدول أنهت قضايا معتقليها في العراق وعادوا لبلدانهم مثل: اليمن والجزائر والكويت ومصر وليبيا، مؤكدا حضور وفد من كل هذه الدول، وقال: "لا يزال معتقلونا في الانتظار رغم أن الجهات العراقية أنهت جميع إجراءاتهم من البصمات وأعطيت لهم جوازات عبور لمدة عشرة أيام والآن انتهت بعد تأجيل حضور الوفد السعودي إلى بغداد". وأشار إلى أنه يتلقى اتصالات من المعتقلين يستفسرون في كل مكالمة عن الوفد، وأنه لا يجد الجواب المناسب عن أسئلتهم. وعن آخر إجراءات المشمولين بالاتفاقية، ذكر البليهد أنه تم الانتهاء منهم وهم يأتون على قسمين، الأول وقع على عفو، والآخر على إكمال محكوميتهم، وما تم الآن هو عرضهم على اللجنة الطبية للتأكد من سلامتهم صحيا، وجرى تصويرهم، لافتاً إلى أن الأمر برمّته مرتبط بحضور اللجنة إلى بغداد للتوقيع النهائي تمهيداً إلى عودتهم إلى السعودية. وذكر أن عدد السجناء السعوديين في سجون العراق يصل إلى 67 معتقلا حتى الآن، منهم 54 مشمولون باتفاقية تبادل المعتقلين بين الطرفين، وتم خلال الأسبوعين الماضيين إصدار أمر إعفاء ل 17 منهم وهؤلاء قضاياهم تجاوز حدود فقط وليس لديهم أي قضايا تتعلق بالإرهاب أو القضايا الأمنية أو السياسية، وهؤلاء أيضا مرتبطون بحضور الوفد لبغداد ولا يمكنهم العودة إلى المملكة، وخمسة محكومين بالإعدام، وسيتم تأجيل محاكمتهم إلى حين إعادة النظر في ملفاتهم، والبقية لم يبت في موضوعهم. وقال البليهد إن في سجن الشعبة الخامسة يتواجد كل من عبد الله عزام القحطاني وبدر عوفان الشمري، وفي سجن مديرية الموصل يتواجد حسن يحيى العلولي، وفي سجن العدالة الثانية يتواجد محمد عبد الله الجوهري وفي سجن سوسة يتواجد فهد عبد العزيز يوسف فلاته، وبقية القائمة في سجن الرصافة الرابعة. فيما أكد مصدر في الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، أنهم أولوا القضية بالغ الاهتمام وتواصلوا مع الأطراف المتعلقة كافة، مشيرا إلى أنهم يتابعون القضية، وهناك اتفاقية بين السعودية والعراق في هذا الجانب.