أنهت السلطات العراقية أمس إجراءات ترحيل السجناء السعوديين المشمولين باتفاقية تبادل المحكومين بأحكام سالبة للحرية ومكتسبة الصفة القضائية القطعية، وهي الاتفاقية التي تم التوقيع عليها مؤخراً لتكون بروتوكولاً سارياً بين البلدين بحيث تشمل مَنْ تكتسب أحكامهم الصفة القطعية لاحقاً. وشملت الإجراءات مَنْ قامت السلطات العراقية مؤخراً بنقلهم من كل السجون العراقية إلى سجن الرصافات في بغداد تمهيداً لإعادتهم إلى المملكة. وبحسب السجناء السعوديين، فإن إدارة الإقامة والجوازات حضرت إليهم في السجن حيث تم الحصول على بصماتهم وتصويرهم واستخراج جوازات عبور لهم وُضِعَت عليها صورهم وكُتِبَ عليها مغادرة نهائية للعراق، وسيصل عدد المستفيدين من هذا الإجراء إلى 44 سجيناً. وبيَّن السجناء ل «الشرق» أن خمسة من زملائهم فوجئوا برفض السلطات العراقية إنهاء إجراءات ترحيلهم أسوة ببقية زملائهم بدعوى أن هناك ملاحظات عليهم دون ذكرها ما أثار القلق لديهم. والسجناء الخمسة من بينهم ثلاثة محكومين بالسجن 15 عاماً، هم: زيد راكان الشمري، وفواز مخلف، وبندر الزهراني واثنين محكومين بالمؤبد، هما: ناصر الرويلي، وسالم عبيد الشمري. من جانبه، كشف مسؤول عراقي مطلع على الملف ل «الشرق» أن السجناء الخمسة الذين لم تكتمل إجراءات ترحيلهم محكومين في قضايا، لكنهم لا يزالون تحت التحقيق في قضايا أخرى، وأكد أنهم سيكونون ضمن الدفعة الثانية التي سيتم ترحيلها، مشيراً إلى أن الدفعة الأولى ستضم 44 سجيناً من المحكومين بأحكام سالبة للحرية حصلت على الصفة القطعية مصنفين إلى 23 سجيناً سيُطلَق سراحهم، و21 سيكلمون ما تبقى من محكومياتهم في المملكة. وذكر المصدر أنه لم تتبيَّن تفاصيل عن موعد إتمام زيارة الوفد السعودي المكلف بمتابعة الملف إلى العراق بعد التأجيلات المتكررة لها، وأفاد بأن هناك تلميحات غير رسمية بأنه لم تعد هناك ضرورة لإتمام الزيارة بعد أن تم التوقيع على الاتفاقية، إلا أن هناك اتصالات أجراها السفير العراقي لدى المملكة، غانم الجميلي، مع بعض مسؤولي اللجنة لفتت إلى ضرورة إتمامها لكون عملية التنفيذ مرتبطة بمقابلة أعضاء الوفد للمسؤولين العراقيين. ويُذكَر أن هناك سبعة موقوفين سعوديين لم تتم محاكمتهم حتى الآن، وهم: بتال عميش الحربي، ومحمد عبدالله الشمري، وجارالله سليم الجارالله، ومحمد عبدالله الحويطي، وفهد خلف الحيزان، وماجد سعد البقمي وعبدالرحمن محمد القحطاني، وهم ينتظرون المحاكمة، كما أن هناك خمسة من السجناء السعوديين المحكومين بالإعدام، هم: عبدالله عزام القحطاني، وشادي الصاعدي، وبدر عوفان الشمري، وعلي حسن الشهري ومحمود سيدات الشنقيطي. وقد أوقفت الحكومة العراقية تنفيذ الإعدام بحق هؤلاء السجناء، ووعدت بإعادة النظر في أحكامهم، وذلك بحسب تصريح سابق للسفير العراقي لدى المملكة، غانم الجميلي، الذي نقل عن وزير العدل العراقي، حسن الشمري، تأكيدات أن بغداد ستوقف تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق سجناء سعوديين في العراق لحين الانتهاء من بحث ملفاتهم. وفي سياق متصل، أكد مصدر في الخارجية العراقية ل «الشرق» تلقي وزارتي الخارجية والعدل في بلاده إخطاراً رسمياً من السفارة العراقية لدى الرياض يفيد بعدم توجه أي وفد سعودي أمس إلى العراق رغم أن الترجيحات كانت تشير إلى وصوله أمس. وأفاد ذات المصدر بأن عدد السجناء العراقيين الذين سيتم ترحيلهم من المملكة إلى العراق 66 سجيناً من بينهم 39 سجيناً سيتم نقلهم إلى العراق لإكمال محكوميتهم، و27 سجيناً صدر بحقهم عفو.