حذر رئيس غرفة جدة صالح عبدالله كامل، المستثمرين والمواطنين من الوقوع في الارتفاعات المبالغ فيها التي تشهدها سوق الأسهم السعودية. وقال صالح كامل في حديث: إن ما يجري حاليًا في سوق الأسهم سيؤدي إلى كارثة جديدة أشبه بما حدث في عام 2006م، مشيرًا إلى أن ما يحدث حاليًا هو مجرد مضاربات ليس لها أسس اقتصادية مقنعة وأن اندفاع الناس إلى هذه المضاربة سوف يتسبب في تكبدهم خسائر كبيرة عند الانهيار. وطالب كامل، البنوك بالتوقف عن تقديم قروض شخصية على ضمانات في سوق الأسهم تفاديًا لحدوث كارثة من جراء المضاربات، وطالب في الوقت نفسه جميع المستثمرين في سوق الأسهم وخاصة المواطنين ذوي الدخل المحدود عدم الاندفاع والدفع بأموالهم ومدخراتهم في سوق يغلب عليها المضاربات والتي أصبحت (على حد قوله) أشبه ب»القمار» مطالبًا الخبراء والمحللين في أسواق الأسهم بضرورة الأمانة في طرح الايجابيات والسلبيات التي تواجه المستثمرين والعاملين في سوق الأسهم بكل أمانة وحيادية. وأوضح كامل أن الوضع الاقتصادي المتميز الذي تشهده المملكة حاليًا لايعكسه وضع المضاربات التي تشهدها سوق الأسهم لأن النشاط الاقتصادي والمشاريع الجديدة تنتج عنها فرص وظيفية ومشاريع انتاجية لكن المضاربة في سوق الأسهم لاتنتج فرصًا وظيفية للشباب العاطلين ولاتنتج عنها مشاريع تعود على الوطن والشباب بالفائدة. وقال كامل: «أحذر إخواني المواطنين من الاندفاع خلف الربح السريع الذي يستفيد منه الهوامير الذين لايخسرون عند الانهيارات وإنما يبقى المستثمر الصغير والمواطن البسيط هو الخاسر الأكبر من هذه الفقاعات» وأضاف: إن سوق الأسهم السعودية عندما ارتفعت حتى وصلت في فبراير 2006 إلى أكثر من 21 ألف نقطة وانهار بعد ذلك إلى أن وصل مؤشر السوق إلى أقل من 4500 نقطة كان المستثمر الصغير والمواطن البسيط هو الخاسر الأكبر من هذا الانهيار. وحول ما إذا كان الارتفاع الحاصل في سوق الأسهم بسبب توجه السيولة من العقار إلى الأسهم، قال صالح كامل: للأسف الشديد إن هذه لعبة هوامير يتحركون بين سوق العقار والأسهم فيستغلون طلب وحاجة الناس للأراضي ويرفعون أسعارها إلى مستويات مبالغ فيها حتى تمنع المحتاجين للسكن من بناء منازلهم بسبب ارتفاع أسعار الأراضي، وعندما يريدون أن يخفضوا أسعارها يتجهوا إلى سوق الأسهم ليرفعوا أسعارها إلى مستويات خيالية وغير منطقة لذلك يجب الحذر من مثل هذه المضاربات. وعاد كامل للتأكيد على أن الحذر واجب من جميع المتعاملين في سوق الأسهم قبل أن «تقع الفأس في الرأس» وعندها يبحث الخاسرون عن الحكومة لكي تنقذهم.