من المؤكد أن ظهور خمس مراهقات/طالبات في أحداث حريق «مدرسة براعم الوطن» جعل الأمر ينتقل عند البعض من حالة غضب على مالك المدرسة الأهلية وإدارة التعليم بجدة والدفاع المدني، إلى حالة حزن، فالقضية تحولت إلى تراجيديا بسبب أطفال أو مراهقين كانوا يلعبون ويعبثون ببراءة دون أن يعرفوا مدى خطورة لعبتهم هذه، فالبعض أنا منهم لديه يقين أن الخمس فتيات لو كن يعرفن حجم ما سيحدث من لعبتهن، لما فعلنها أبدا، ولكن هكذا هم الأطفال والمراهقون لا يملكون القدرة على تحديد فداحة لعبتهم، ولكن هل يعني هذا أن يتم تبرئة الكبار مما حدث؟ نحن لا نستطيع إعادة الزمن لنمنع هذه الكارثة، وهذا من البداهة، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكن لنا منع تكرار هذه الكارثة؟ والأهم من المسؤول أو من جهز كل الأسباب التي جعلت عبثا طفوليا بريئا أن يتحول لكارثة؟ تخيلوا لو أن هناك «رشاشات ماء» في سقف البدروم بالتأكيد لن تحدث الكارثة، أو لم يتم تحويل البدروم الذي هو أسفل المبنى إلى أتون جاهز لحرق من فوقه، هل كانت الكارثة ستحدث؟ لا أحاول تغيير ما لا يمكن تغييره، وأعني الماضي، بقدر ما أود منع الماضي بأن يعود لنا في المستقبل، فهل نمنع الأسباب التي أدت لهذه الكارثة؟ أعني هل تتم محاسبة صاحب المدرسة ومن انتدب ليرى جاهزية المدرسة، ومن أعطى له شهادة مواصفات السلامة؟ وهل تفرض علينا هذه الكارثة أن يصدر قرار بإجبار كل مدارس القطاع العام والخاص بوضع «رشاشات» ماء في سقف كل غرفة بالمدرسة؟ أقول هذا لأن دستورنا الإسلام، والإسلام يؤكد لنا أن هدم الكعبة أهون على الله عز وجل من قتل نفس دون حق، فهل تدفعنا هذه الكارثة لأن نحمي الإنسان الذي حياته أقدس من الكعبة المشرفة عند خالقنا؟