أعرف أننا لازلنا في حاجة كبيرة إلى الأطباء في مختلف التخصصات وأن وزارة الصحة.. لازالت تشغل بعض مستشفياتها ومراكزها الصحية بالمتعاقدين والمتعاقدات من الأطباء والطبيبات فضلا عن حاجة وزارة الصحة إلى من يشغل وظائف الطب المساعدة.. كل هذا معلوم لكن ما يدعو للغرابة أن نقرأ في إحدى صحفنا الأسبوع الماضي أن سبعين سعوديا حصلوا على بكالوريوس الطب البشري وطب الأسنان من جامعات حكومية سعودية وجامعات خارجية معترف بها يعانون من البطالة منذ أكثر من عامين بل ومن المضحك المبكي أن طبيبا بشريا اضطر إلى العمل كسائق ليموزين ليوفر لقمة العيش بعد أن رفضته المستشفيات الحكومية والخاصة التي تزيد نسبة الأطباء الأجانب فيها على 80%.. وإذا كان مصدر مسؤول في وزارة الصحة قال للصحيفة إن الخريجين لا يريدون العمل إلا داخل مدينة جدة وهي مكتفية من الأطباء. وهناك عدد من الأطباء في هذه المدينة من أمضى عاما ونصفا ولم يستطع أن يحصل على وظيفة في أي مستشفى أو مستوصف حكومي.. فهل هذا الأمر يعتبر مقبولا..لا.. لأننا في حاجة إلى كل طبيب.. ولا أتصور أن يبقى لدينا طبيب بدون عمل.. لحاجة جميع مستشفياتنا ومراكزنا الصحية إلى كل الأطباء المتخرجين من الداخل والخارج. وإذا كانت نظرة بعض أطبائنا في البقاء في مناطقهم التي يقيمون فيها.. فإنهم غير محقين.. فالوطن أيا كانت مدنه وقراه في حاجة إلى أبنائه.. من مختلف المناطق.. وعلى الجميع أن يدفع ضريبة الواجب لخدمة هذا الوطن العزيز وأبنائه.. خصوصا إذا ما عرفنا حاجة مستشفياتنا ومراكزنا الصحية إلى كل طبيب متخرج سواء من الداخل أو الخارج. ويمكن أن نقبل بعض التبريرات لبعض الخريجين في عدد من التخصصات.. إلا الأطباء وحاجتنا الماسة لهم.