يعاني نحو 70 سعوديًا حصلوا على بكالوريوس الطب البشري، وطب الأسنان من جامعات حكومية سعودية وجامعات خارجية معترف بها من البطالة منذ أكثر من عامين، في الوقت الذي اضطر أحدهم وهو طبيب بشري إلى أن يعمل “سائق ليموزين” لكي يوفّر لقمة العيش بعد أن رفضته المستشفيات الحكومية والخاصة كافة، التي لا تزيد نسبة الاطباء الأجانب فيها على ال 80%. ووسط معاناة هؤلاء الأطباء الخريجين استنكر اكاديميون ان يضطر احد الخريجين الى العمل كسائق ليموزين، مؤكدين ان المشكلة تكمن في طلبة الجامعات الخارجية. إلا انهم لم يضعوا حلولًا لمشاكل هؤلاء الذين بينهم خريجون من جامعات حكومية معروفة جدا، فيما كشفت هيئة التخصصات الطبية عن أنها بصدد توقيع اتفاقية مع الكلية الملكية للأطباء بكندا خلال الأيام المقبلة للبورد الأمريكي لمعادلته وهو عمره 150 سنة بالبورد السعودي الذي عمره 17 سنة. فيما يشير مصدر مسؤول بوزارة الصحة الى ان الخريجين لايريدون العمل الا داخل مدينة جدة وهي مكتفية من الاطباء المقيمين . يقول الدكتور عبدالله احمد: أصبت بإحباط شديد، فهل يعقل ألا يجد الأطباء السعوديون وظائف في المملكة.. لقد تخرجت في كلية طب الأسنان بجدة قبل عام ونصف العام، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم أستطع الحصول على وظيفة في جدة حيث اسكن، حيث تقدمت بأوراقي للمستشفى العسكري والحرس الوطني ولم احصل على وظيفة، كما قدمت أوراقي لوزارة الخدمة المدنية وتم توجيهي للعمل في وزارة الصحة فوضع اسمي في قائمة الانتظار الطويلة منذ سنة ونصف وحتى الآن، ولم أجد عملا في المستشفيات الحكومية كما قدمت أوراقي للمستشفيات الأهلية حيث الرواتب قرابة الأربعة آلاف ريال وبدون بدلات ولكنهم للأسف يفضلون الأطباء الأجانب حيث المدير الطبي أجنبي أيضا. أما الدكتور محمد الغامدي فيقول: انا عاطل منذ سنة تقريبا ولم اجد أي عمل في أي مستشفى او مستوصف حتى اصبحت عاطلا.. اسهر حتى الصباح وأنام حتى الظهر وأصبحت حالتي النفسية سيئة بعد أن درست سبع سنوات وتعبت كثيرًا، بسبب صعوبة الدراسة وفي النهاية اجد نفسي مثل بقية العاطلين.. ففي المستشفيات الحكومية يقولون لي: ضع ملفك ورقمك وسنتصل بك فلا يحدث شيء من ذلك !!، أما المستشفيات الاهلية فيطلبون خبرة فمن اين أحضر الخبرة وانا حديث التخرج وهل تصدق لو قلت لك اني اعمل الان “سائق ليموزين” حتى أستطيع ان أصرف على نفسي ولو قبلت بالعمل في مدينة اخرى خارج جدة فلن استطيع النقل الى جدة في المستقبل؛ فذلك امر شبه مستحيل. معادلة صعبة جدا من جانبه قال طبيب الاسنان عمر باسالم: تخرجت في إحدى جامعات مصر وكنت منضما للبعثة وعندما عدت الى بلدي الحبيب وجدت العديد من المعاملات الطويلة، حيث لازلت انتظر الوظيفة منذ عام وثمانية اشهر بسبب المعاملات الروتينية المطولة لمعادلة الشهادة في وزارة التعليم العالي وهيئة التخصصات الصحية، حيث استغرقت المعادلة سبعة اشهر ففي البداية انتظرت ثلاثة اشهر لمعادلة الشهادة في وزارة التعليم العالي رغم اني كنت مبتعثا وذلك ما أثار استغرابي فكيف انتظر ثلاثة اشهر لمعادلة الشهادة في وزارة التعليم العالي وهي التي اصدرت قرار ابتعاثي، وهذا الامر ينطبق على جميع المتخرجين من خارج الجامعات السعودية وبعد المعادلة انتظرت اربعة اشهر للحصول على شهادة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، حيث يتم ارسال المعاملة الى الرياض وبعد شهر تعود مرة أخرى الى جدة ويتم تحديد موعد امتحان الهيئة الصحية بعد شهر تقريبا وبعد اجتياز الامتحان تعود المعاملة مرة اخرى الى الرياض وتستغرق العملية ما بين ثلاثة اشهر الى اربعة اشهر، بينما زملائي الاطباء في مدن أخرى يحصلون على شهادة الهيئة في غضون ثلاثة اسابيع فقط. وبعد المعادلة قمت بالتقديم الى ديوان الخدمة فوجهوني الى وزارة الصحة ولازلت انتظر منذ 13 شهرا أي انني عاطل لمدة 20 شهرا بالتمام والكمال بينما الاطباء الاجانب المتخرجون في نفس جامعتي في مصر ومن نفس دفعتي حضروا الى السعودية، وقاموا باجراء معادلة الهيئة خلال ثلاثة اشهر فكيف يحصل الاجنبي على المعادلة في ثلاثة اشهر، بينما الطبيب السعودي يحتاج الى سبعة اشهر فالاجنبي يعادل شهادته في الهيئة الصحية بينما الطبيب السعودي يعادل شهادته في التعليم العالي ثم يعادلها في الهيئة الصحية رغم ان الاثنين متخرجان في نفس الجامعة المصرية!!. وحول هذه المشكلة يقول الدكتور علي حبيب أستاذ مشارك بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ورئيس البورد السعودي لتقويم الأسنان بالمنطقة الغربية: إن الجميع الذين يريدون الوظائف يجدونها، وليس لدينا علم بمعاناة توظيف طب الأسنان، بالإضافة إلى وجود وظائف بالقرى والمناطق الطبية، ووزارة الصحة تقوم بإرسالهم إلى المستوصفات إلا أنها تتيح لهم فرصة الابتعاث، ولا توجد مشكلة في طب الأسنان، فهم يستطيعون الابتعاث، ويرسلون إلى المستوصفات ويتم تعيينهم، ويمكثون، ويتم نقلهم إلى المستشفيات إن حصلوا على إخصائي أو عن طريق الابتعاث. وأبدى استغرابه أن يعمل خريج طب بوظيفة “سائق ليموزين” بحجة عدم وجود وظيفة بمهنة طبيب له، كما توجد هناك جامعات يمكث خريجوها 5 سنوات وهم يجدون صعوبة بمعادلة شهاداتهم، وبعض الخريجين يعادلون شهاداتهم بسرعة ويتابعون هيئة التخصصات. وأوضح الدكتور طارق الخطيب عميد كلية الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أن إدارة الكلية حريصة على إيجاد الشواغر لخريجيها، حيث يتم متابعتهم أولًا بأول، ويتم إيجاد العمل لمن ليس لديهم عمل. وأضاف أن المشكلة تكمن في طلبة الجامعات الخارجية، فالامتياز بجامعة الملك عبدالعزيز يجدون وظائفهم، أو نبعثهم ببرنامج خادم الحرمين الشريفين، لذا فإن الفرص الوظيفية مفتوحة وشاغرة، ونحن نحاول نساعدهم، ليتخصصوا في الأسنان. بينما أكد الدكتور فوزي الغامدي مدير إدارة طب الأسنان وجود فرص وظيفية متنوعة خارج مدينة جدة، لأن نسبة وظائف الأطباء المقيمين السعوديين بطب الأسنان بجدة مشغولة 100%، ولم يبق سوى شغل التخصصات النادرة مثل زراعة الأسنان، مبينا أن المراكز التدريبية بوزارة الصحة معترف بها، مشيرا إلى أنهم على وشك تخريج إخصائيين واستشاريين في برامج الدراسات العليا. واستبعد أن يعمل أحد الأطباء السعوديين من الخريجين بمهنة “سائق ليموزين” لأنه لم يجد وظيفة له، مؤكدا أن هناك شواغر كثيرة في أمس الحاجة، في المحافظات المرتبطة بجدة مؤكدًا أنه سيقدم له المساعدة في إيجاد الطريقة الصحيحة لإيجاد الوظيفة له، لافتا إلى أن هناك خريجين لا يريدون العمل بوزارة الصحة ويفضلون العمل بمستشفيات الحرس الوطني والعسكري.