رؤى صبري* الخبرة مطلوبة وشرط أساسي تضعها منظمات العمل المختلفة في شروطها المدونة في إعلاناتها عن عدد كبير من الوظائف التي تعلن عنها عبر مختلف وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى حتى أنها تتفوق على وجود الشهادة في بعض الأحيان، وتعيس الحظ قليل البخت من الشابات والشباب حديثي التخرج هم أول الضحايا للخبرة المطلوبة. وصار شرط الخبرة في أحيان كثيرا تقليدا رسميا لأي منظمة عمل سواء كانت شركة كبيرة أو مؤسسة فردية يسعون من خلاله الحصول على قوى عاملة مدربة وجاهزة وتتمتع بمهارة عالية تكون من خلالها قادرة على إتقان ما يسند إليها من أعمال على أكمل وجه وتحرص تلك المنظمات على هذا الأمر إلى حد كبير هذا بالإضافة إلى أن البعض منهم يظن أنه سوف يحمي عمله من أولئك الذين قد يزيدون الطين بله في بداية مشوارهم العملي ، أو سيوفر من المبالغ التي قد ينفقها في التدريب والتأهيل لهؤلاء الشباب وهم على رأس العمل وهو وضع قد يتفهمه البعض ، ولكنه غير أخلاقي وبعيد عن أخلاقيات الشركات الوطنية التي دائما ما يتوجب عليها المساهمة في تدريب الشباب والأخذ بيدهم ومنحهم الثقة ، لكن ما لا يعرفه طالب أي خبرة أن حديثي التخرج يملكون مهارات عدة تتعدى في بعض الأحيان مهارات العمل نفسها هذا بالإضافة إلى وسع أفقهم ونشاطهم اللامحدود كونهم مازالوا شبابا وأذهانهم صافية وأفكارهم متوقدة. صحيح أن الشابة أو الشاب حديث العمل يحتاج إلى بعض الوقت في التدريب لكن الثمار التي قد تعود على منظمة العمل والتي قد تحصدها من بعد عملية تدريبهم أكبر بكثير من أولئك الذين يتمتعون بالخبرات العالية حيث يكون الملل قد أصابهم أو أنهم ربما كانوا يفكرون في تأسيس أعمال مستقلة لهم فالموظف الشاب مهما كان نوعه الاجتماعي لا يعمل فقط من أجل عمله بل يعمل من أجل أن يثبت نفسه ، ومع عدم نكران وجود البعض من الشباب الذين اثبتوا فشلهم إلا أن هذا موجود في كثير من المراحل العمرية ومع ذلك فالأغلبية منهم تجد فيها الشاب يعمل جاهدا على تطوير قدراته وصقل مواهبه من اجل الوصول إلى النجاح وكونه في هذه المرحلة يكون مثل العجينة يتم تشكيلها بالصورة المرغوبة وبالطريقة التي تناسب رب العمل وتجعل من حديث الخبرة مكسبا لا خسارة خصوصا إذا وجد المدير المتفهم والقادر على التقاط الجوهرة من أمام الآخرين. صحيح أن الخبرة مفيدة وضرورية لكن هذا لا يجعل عدم وجودها تقليل من فرص حديثي التخرج في العمل فهم يملكون المهارة التي قد تكون أهم من الخبرة لأن الخبرة لها حدود أما المهارات فلا حدود لها. كاتبة سعودية