حتى لو كان كالديرون (نجارا ماهرا) فلن يستطع إصلاح ما رسخه الدهر من نسق ثقافي أصبح يشبه للزمة الراسخة في الاتحاد والمسماة عرفا بمهارة (الانبراش) مهما اختلفت الأجيال والأسماء والأشكال وربما الألوان، ولكم في شاهد نهائي الأبطال خير دليل فصخرة الدفاع الصلبة حمد منتشري انبرش أولا مفتتحا مسلسل ليلة الانبراشات الكبرى، ومنها تحصل "الليث" الشبابي على جزائية أهدرت من قدم ناصر الشمراني وجاءت الانبراشة الثانية من الحارس مبروك زايد والثمن بطاقة حمراء وخطأ خطر نفذ بإتقان وعادت الكرة من العارضة دون أن تلامس الشباك، ثم انبراشة ثالثة ليس لها مبرر إلا الإهمال واللامبالاة من صالح الصقري وطرد ثان بعد أن استقبلت شباك فريقه هدفين في شوط، وأصبحت الكأس في متناول الشبابيين ومع ذلك مارس اسامة المولد وعبيد الشمراني نفس المهارة في الشوط الثاني نجح الأول في الاستخلاص ونجا الآخر من إقصاء ثالث مستحق لو تم؛ في المقابل كانت هناك انبراشة وحيدة للفريق الشبابي استخدمها أحمد عطيف نحو الكرة بعد أن كاد أن يفقدها وأعادها لزميله ونتج عنها باكورة الأربعة الموجعة في تلك الليلة كانت هناك رسائل مباشرة وغير مباشرة لعقول أعماها التعصب فلم تعد تميز بين الجائز وعكسه حتى في المنظور الشرعي فحين تشمتوا بالهلال حين خسر نهائي الدوري بهدفين تلقت شباكهم ومن يؤيدهم على طريقة – معهم معهم عليهم عليهم – أربعة أهداف بمعنى الضعف وحين تلقى خالد عزيز بطاقة حمراء وقتل حلم فريقه مبكرا جاء الإقصاء لنجومهم مضاعفا ومع الرأفة وحين غاب ياسرالقحطاني عابوا ذلك فكرر نور الغياب وظهر الاتحاد حملا وديعا وحين استكثروا على الهلال ما لقيه من ظروف قاهرة كانت غرفة تبديل الملابس لفريقهم قبل النهائي وبعده مرتعا للخلافات الحادة والتي وصلت للاشتباك بالأيدي والتلاسن المخجل ، حتى أن الشكوى من التحكيم قد ظهرت من رمزهم حين أشار إلى أن الخسارة قد جاءت بفعل فاعل وهم الذين تندروا بحديث الإيطالي " لوكا " للقحطاني واعتبروا الأخير مخطئا دون أن يفكروا لبرهة واحدة إن كانوا يجيدون شيئا من العمليات العقلية أن الرجل ربما يكون صادقا وقد وقفوا في صف الإيطالي بطريقة تنكشف معها النوايا وهو الذي أجمع خبراء التحكيم بأنه قد أغفل ضربة جزاء زرقاء وتجاهل طردين مستحقين للشمراني وزيد المولد؛ في حين أن حكم النهائي ظهر كأفضل الحكام هذا الموسم وقدم درسا مجانيا لكيفية تطبيق النظام بحزم وصرامة وبلياقة بدنية عالية وحسن متابعة ولم يصدر منه أخطاء مؤثرة على نتيجة اللقاء، وقد تناسى أولئك أن الدنيا دين كما تدين تدان بل تجاهلوا تماما قاعدة – لا تضحك من أخيك فيعافيه الله ويبتليك - دون أن نوضح أكثر ففي الإيضاح حوم حول حمى محظور شرعي واجتماعي لسنا من أربابه حتى وإن كانوا يجيدون ارتداء " طاقية التخفي ".