يقول المولى جل وعلا في كتابه الكريم (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولاهم يحزنون) ويقول تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن). بالأمس القريب اغتالت يد الغدر والمكر والعدوان قائدا فذا من قوادنا البواسل المرابطين على حدود بلادنا في حرسنا الحدودي في المنطقة الشمالية الاوهو الفقيد العميد عودة بن معوض البلوي قائد المنطقة الشمالية لحرس الحدود عندما كان يؤدي مهامه وواجباته الدفاعية عن جزء من وطننا الغالي هو وزملائه فلله كم اصاب قلوبنا من حزن وكمد وهم على هذا المصاب الجلل الذي قطع القلوب وادمى الجغون وابكى العيون واصاب الفؤاد بهم لا يعلمه الا الله وحده.
فيالله كم لذلك الرجل من محبة ومودة والفة بين الجميع صغيرهم وكبيرهم في منطقة تبوك عامة وقبيلة بلي خاصة لما عرف عنه من دماثة خلق وحسن معشر وتواضع جم قلما وجد في كثير من الناس اليوم مع مايقوم به من مسئوليات جسام تجاه دينه ومليكه ووطنه فيالله من نعزي هل نعزي انفسنا ام اهله ام قبيلة بلي ام قبيلة جهينة ام نعزي القيادة الرشيدة التي لم تئلو جهدا في متابعة الحدث اولا بأول منذ حصوله لحظة بلحظة فنسأل الله الكريم ان يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة ويحفظ لنا مليكنا عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ويلبسه لباس الصحة والعافية ويديم عليه نعمة الايمان والصحة في الابدان.
ولا ادل على ذلك في بعث مسئول على مستوى عال في وزارة الداخلية لمواساة اسرة الفقيد العميد في مدينة املج الا وهو الفريق اول القحطاني مساعد وزير الداخلية فنسأل الله ان يجزيهم خير الجزاء واخيرا وليس بآخر ماذا اقول عن الفقيد العميد عودة بن معوض البلوي وقد عرفته منذ ثلاثة عقود ونصف من الزمن وهو الحاصل على شهادة الماجستير من كلية نايف لاعداد القادة فلم ار منه الا رفعة الاخلاق وحسن المعشر وكثيرا ما اراه عندما كان قائدا لحرس الحدود في املج في الصفوف الأول في المسجد وكم سمعت من اناس نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكي على الله احد من قيامه بكفالة الايتام وتفطير الصائمين واعمال خير لانحصي لها عدا والصيام وما ادراك ما الصيام فقد كان كثيرا ما اكلمه فيخبرني انه لابد ان يفطر مع الاهل في المنزل او انه عنده ضيوف يفطرون معه ولا ادل على ذلك شاهدا انه عندما استشهد وهو صائم للايام البيض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر ربيع الاول من عام ستة وثلاثين واربعمائة والف للهجرة النبوية الشريفة على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم أسأل الله العظيم بمنه وكرمه ان يدخله من باب الريان الذي يدخل معه الصائمون يوم القيامة انه ولي ذلك والقادر عليه ياكريم ياجواد.
ونسأل الله لهذا البطل الخاشع العابد المصلي نحسبه كذلك والله حسيبه ولزملائه الرحمة والغفران والثبات والفردوس الاعلى من الجنة وان يلهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان رحمه الله وغفر له وثبته بالقول الثابت واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة ونسأل الله اخرى ان ينتقم لنا من كل من له يد في استشهادهم اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك ياقوي ياعزيز وسلط عليهم جنودك التى لاتعد ولاتحصى ومكن منهم ولاتقم لهم قائمة اللهم لاترفع لهم راية ولاتحقق لهم غاية واجعلهم عبرة وآية وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد بن عبدالله النبي الامين.
كتبه د. حماد بن حمد المرواني إمام وخطيب جامع الامير فهد بن سلطان بمحافظة املج عضو المجلس الاستشاري للمعلمين بمنطقة تبوك (الدورة الاولى) عضو الجمعية الخيرية بأملج