حين يخطئ المخطئ سيجد مبررا لخطئه . قد يخلق هذا المبرر من تلقاء نفسه رغم وعيه بالذنب وفضاحة العواقب , أو ربما قد يمنحه إياه المحيطون به ليأتي متوافقا مع هوى نفسه حينها فقط سيخطئ ويخطئ إلى أن يصبح الخطأ عادة يمارسها دونما خوف أو رادع في ذات السياق جرب أن تقرأ أمام الجالسين بجوارك نكتة ما , حاول أن تبدأها بالعبارة الشهيرة المتداولة ( في واحد محشش .. ) ما الذي سيحدث حينها, سينقلب المجلس والجالسون الصغار قبل الكبار إلى حالة من الضحك الهستيري والونسة وأجواء انبساط تحيل المحشش في أذهان البعض إلى حالة من الضبابية تدعو للتقرّب فالإعجاب ومن ثم التقمص ولا مانع من تجربة أولى ! هي حالة تطبع لا تخطئها الحواس مع خيالات وأحوال المحششين مالئو الدنيا ضحك وهيام وونسة !! هذه النكات الطائرة من هنا وهناك ستجعلك متيقنا من أننا قد نكون بالإضافة إلى أسباب أخرى تعرفونها جيدا سببا في انتشار هذا الداء ( الحشيش ) الذي ينخر جسد المجتمع ؟
أخر الإحصائيات تشير إلى أنه خلال عام واحد ضبطت المديرية العامة لمكافحة المخدرات تسعة أطنان وثمانمائة وثلاثة وثلاثين كيلو وسبعمائة وثلاثة وأربعين غراما وثلاثمائة وتسعة عشر ملغرام من الحشيش المخدر كما و ذكرت إحدى وسائل الإعلام (العربية نت) أن أكثر من 900 طفل في المملكة تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و18 سنة أوقفوا بتهمة تعاطي وترويج المخدرات بما فيها الحشيش ، ويقضون حاليا عقوبات تعزيرية داخل الدور الاجتماعية المتخصصة في إيواء الأحداث ( سبق )
إن الأخلاقيات العامة تعتبر جزءا أساسيا من منظومة البناء الاجتماعي ولعله وأمام حجم التغيير الذي يطرأ في كل يوم بل في كل لحظة هناك ما يدعونا للتغيير و كبح السلوكيات السلبية التي تقبع في قلب المجتمع.. لن يتم ذلك سوى بإقرار وإتباع مناهج تربوية فاعلة تواكب العصر , تخاطب العقول بموضوعية متناهية ومن ثم العمل على تهيئة البيئة الاجتماعية الملائمة للجيل الجديد بالحوار البناء الذي يزرع الثقة والمسئولية , من هنا سيشعر الجيل بقدرته على البناء والتغيير وبالتالي سيكتسب مناعة ذاتيه ضد المغريات التي تحيط بالمجتمع أو تلك التي يصنعها المجتمع من تلقاء نفسه [email protected]