كل منا يبحث عن السعادة، عن هذا السحر فالبعض منا يبحث عنها في المال والأخر في المنصب وأخر في السفر والسياحة فهل وجدها أي منا ؟ من يريد السعادة يجب عليه أن يميز جيدا ما بين السعادة واللذة. اللذة: وهي الشيء المؤقت العابر الذي يكون لفترة ما ثم يتنهي كالتلذذ بتناول شيء ما أو النظر الي شيء ما أو السفر الى مكان جميل لفترة معينة. أما إذا كان التلذذ بشيء محرم فأن المتلذذ سوف يشعر بنوع من الضيق والندم واللوم فيما بعد. وأما السعادة فهي ليست شيء عابرا،إنما هي نوع من أنواع التربع على قمة السرور والإنشراح والطمأنينة والرضا عن النفس. إنه الشعور بأن الواحد منا على الطريق الصحيح في المكان الصحيح في الموقف الصحيح والعلاقة الصحيحة. بإختصار هو الشعور بأن المرء يعيش وفق مبادئه وقيمه وقناعاته، لذا كان كان أهل الإيمان والصلاح هم أسعد الناس. والسؤال المهم هنا متى يشعر الواحد منا بالسعادة ؟ نشعر بالسعادة عندما نناجي الرحمن وندعوه.. نشعر بالسعادة عندما ننتصر على أهوائنا ونصمد أمام الغريات... نشعر بالسعادة حينما نساعد غيرنا على مواجهة مصاعب الحياة... نشعر بالسعادة حينما ننجز عملا عظيما... نشعر بالسعادة حينما نتفاعل مع الجمال الذي خلقه الله فنسعد بإبتسامة طفل... يمكن للواحد منا أن يسعد ويبتهج بالقليل الذي بين يديه، وأن يجعل منه مصدرا للسرور إذا تحلى بالرضا وأمتلك كنز القناعة. وأخيرا: فلنبحث عن السعادة من خلال إدخال السرور على الأخرين، ولنعلم أن إدخال الفرح على قلوب الناس باب من أعظم أبواب التقرب الى الله عز وجل. ولنعلم أيضا بأن السعادة تدفق وشعور داخلي.