لست ممن يتأفف كثيرا إذا ما حل فصل الصيف فهو بالنسبة لنا يفترض أن يكون من أهل البيت وليس بزائر غريب وحضوره بعد غياب قصير يزيل الغبار عن ذكريات طفولة يملؤها الصيف ويمر عليها المطر مرورا عابرا ..... في الصيف ل(أملج) جاذبيه خاصة .... فتناول قهوة مع رطبات أو كأس شاي مليمن (بالليمون) كفيل بتفكير طويل ووقفة تأمل نستعيد معها كل الذكريات ....يتوقف الوقت كي نلتقط أنفاسنا و نبحر في ذواتنا ثم نقيس المسافة من البدايه ولما تحقق لنا في ظل صراع محموم مع الوقت. ليالينا المشبعة بالرطوبه هي عرسنا .. نتحلق على الرمال المتاخمه لمنطقة الحوراء او طريق (سمنه) لنحلق في فضائات عده ونستنشق الافكار فتاتي نقيه بنقاء الاجواء المحيطه ..يغيب القمر وتنير بعض الافكار الافق جمالا .. احيانا تغيب وجوهنا ..فيكاد الواحد منا لا يرى وجه الآخر ولكن يرى الكلمات التي تخرج من شفتيه ملونه فتلامس شغاف القلوب و العقول ... يطول الليل و يتناقل الحديث بين العقول والقلوب ......يتأوه واحد منا ليردد ..... بيت شعر�.. ويلتقط الاخر قصه .. لينقدها أدبيا ... ويورد الاخير خبرا ليحلل أبعاده.... يبتهج ليلنا البهيمي معنا ليداعبنا بنسمة عابره نقابلها بسكون لثواني وتفكر, يقطعها الواحد منا ببداية نقاش آخر ....و ما أن يشمر الليل ساعده ليجذب النهار حتى نبدأ برحلتنا المتكرره في البحث عن أحذيتنا التي سرقتها الرمال .. نتخافت الي سيارتنا على أمل بالعوده لنفس المكان ... يستكمل حلم صيف أملج رحلته . في كل ضحى نتقابل مع زوار من كبار السن أصبحوا جزءاً من بيوتنا وقلوبنا بل معالم لبيوتنا يقابلني الأول والذي لم يكن له حظ في التعليم بقوله ( الاولين ما خلو للتالين شي) وهي جمله اعتراضيه لبداية سرد قصص تستنبط منها الحكمه أو حكمه تتلوها قصه و الآخر المتعلم في زمن كان قرنائه المتعلمين يعدون على الأصابع ببيت شعر المتنبي : و الظلم من شيم النفوس فمن يكن........ ذا عفة فلعلة في نفسه لا يظلم ليشكي ما وجد من الناس وجورهم بسبب عفته المعروفه عن الظلم .. ولو أنه ظلم الناس كغيره لما لاقى من الناس ما يلاقيه. تنفتح الأسارير .. وتختلط السياسة با لكسرات والشعر الفصيح .. نقف لنبكي .. ثم يضحكنا موقف لدرجة البكاء ... ايام لنا بعودتها أمل ... ندعوا الله أن لا يغيب أحدا من أناس رِؤيتهم تبعث البهجه .... ولابد من أملج ولو طال السفر .............................. ناصر علي النجار