لا أريد أن أنكد عليكم وعلى نفسي ولكن ما أحدثته الأمطار الأخيرة في مدينة جدة وكشفها للمستور وخلخلة البنية التحتية للشوارع والبيوت والكباري بحيث ان الكل قد تضرر بسبب نزول الأمطار في مدينة جدة، يموت عشرة أشخاص داهمت السيول منازلهم أما السيارات والأرصفة وعواميد الكهرباء وتصدع بعض المنازل فحدث ولا حرج. ولا أظن أن أحدا من سكان جدة لم يتضرر بشكل أو بآخر، فكيف لو كانت هذه المدينة من تلك المدن التي تعودت على نزول الأمطار عليها بشكل مستمر أو دائم. إن الخلل الكبير الذي أصاب جدة والأضرار التي لحقت بها لا يمكن معالجتها في يوم وليلة مهما بالغ المسئولون في أمانة جدة بأنهم يواصلون الليل مع النهار لإعادة الحياة إلى طبيعتها فكيف يمكن إعادة طبقات الإسفلت التي انفتحت في كل شارع وما هي إمكانات الأمانة في سحب كميات مياه الأمطار التي تركزت في الشوارع العامة والخلفية واقتحمت بعض المنازل والبيوت بحيث خلفت وراءها الكثير من الأضرار المادية والبشرية التي بالتأكيد عندما يتم حصرها سيكون ثمن معالجتها باهظاً جداً. وهذه جدة عروس البحر الأحمر التي كثيراً ما تغزل بها بعض قاطنيها وزائريها باعتبارها مركزاً تجارياً هاماً، لكن حظها التعيس أوقعها في مسؤولية أمناء تعاقبوا عليها في السنوات الأخيرة وكل منهم عند استلام أمانتها يطلق الوعود تلو الوعود بأن من أولوياته مشروع الصرف الصحي وتصريف مياه السيول. ثم يذهب أمين ويأتي أمين جديد ومشكلة مشروع الصرف الصحي وتصريف مياه السيول قائمة تعيث في البنية التحتية للمدينة خراباً ولا بصيص أمل في حلها لدرجة أن أمانة جدة في العشرين سنة الماضية تعاقب على أمانتها ما لا يقل عن خمسة أمناء بعد طيب الذكر المهندس محمد سعيد فارسي وكل منهم عند استلامه لمنصب الأمانة يتعهد بأن من أولى مسؤولياته إنهاء مشروع الصرف الصحي وتصريف مياه السيول فهل ستحل هذه المشكلة الأزلية أم ستردد نفس هذه الأسطوانة المشروخة� وعندها لا يسعني إلا أن أقول يا ليل من أطولك ويا نهار ما أقساك.