لو أحضرت لك ورقه بيضاء ووضعت بها نقطة حبر سوداء.. فستتجاهل كل البياض وستقول بأنك ترى نقطه سوداء... الأنثى كالورقه البيضاء رقيقه بتعاملها ناعمة بملمسها ، تجد في كلامها أعذب الكلام .. وفي ابتسامتها أروع الابتسام .وفي خجلها لون الورد وترى في حيائها واستحيائها أصل احترامك لذاتها.. أنثى ..ما أن تسمح بحريه للحوار مع إبليس حتى يتحول هذا اللون الأبيض إلى نقطه سوداء فقط.. سؤال قد يتبادر إلى ذهن الكثير..فلماذا هذه الأنثى الرقيقة خطئها لا يغتفر..وزلتها جريمة.. وقد يستمر معها حتى الممات..وقد تحرمها هذه الزلة من الكثير والكثير بينما ذاك الذكر..خطأه مجرد طيش..شباب"" في القرآن لم يكن أصل التفريق بينهم بين مرأة ورجل.. لكن بين ""أنثى"" وذكر""".فأعطى وكلف كل منهم بحسب ما تقتضيه.. صفات الأنوثة والذكورة فقط... ولكنه ساوى بينهم في الحساب والعقاب وفي جزاء العمل..وفي التكاليف الشرعية لكن هناك البعض يخاف من العيب أكثر من خوفه من الحرام.. فالأنثى التي تخطئ وأن لم يكن خطأها جم فليكن هذا الخطأ هو حد السيف ونهاية معنوية لحياتها..لأنه عيب. أما ""الذكر "فخطأه قد يغتفر إن لم ينسى وكأن هذا الخطأ هو طبيعة فطرية لمرحله تطور ونمو الذكر .. قد أكون أضرب على أكثر أوتار المجتمع حساسية فأنا لا أبرر للمخطئة منهم خطأها بقدر ما أشفق على غفلتها وما جنته على نفسها من ويلات وأعلم جيدا بأن خطأها عظيم نظرا لطبيعة خلقتها وتكوينها ولأن القرآن شرفها وصانها وجعلها كالجوهرة المكنونة التي لن يستطيع مسها سوى من يقدر قيمتها ويسعى للحصول عليها بالطريقة الصحيحة. وفي الوقت نفسه أشفق على ذلك"" الذكر"" الذي يرفل بالضياع لأن المجتمع تغاضى عن غلطته..ودفعه للأمام رافعا شعار"" ما يعيبك غير جيبك"" وأرى أن المجتمع بتصرفه هذا شبه مساعد لتصرفاته وزلاته وأخطائه والأعجب أن البعض يعالجه بالزواج تحت شعار ""نزوجه عشان يعقل"".. مازالت بيننا جاهلية حديثه فأنا لم أدخل بهذا الموضوع بدهاليزه كثيرا ولن أسترسل في مناقشته..أكثر.. بل أني ألاحظ وأتعجب من هذا الذكر الذي يبرر للذكر الأخر خطأه.. ويشجعه معنويا بالتغاضي عنه.. أعذروني معشر الرجال..فلستم المقصودين بالاتهام ولكنكم مقصودين بالنقاش.."" فليس كل ذكر ""رجل""... احترامي.