قضت محكمة صينية اليوم بالسجن مدى الحياة على المفكر الإيغوري المسلم "إلهام توهتي" بتهمة إذكاء جذوة "الانفصال" في قضية تُجدد القلق الدولي بشأن حقوق الإنسان في الصين. وقال أحد محاميه – ويدعى لي فانبينغ- بعيد خروجه من الجلسة إن موكله – وهو أستاذ اقتصاد بارز ومؤلف عدة كتب- سيقدم "استئنافاً لإبطال هذا الحكم القاسي". ووفق محاميه الآخر – ويدعى ليو تشاويان- فإن المحكمة التي جرت في أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ قضت أيضا بمصادرة جميع ممتلكات موكله، الذي يعتبر من أبرز المدافعين عن حقوق المسلمين الإيغور في الصين. وذكر المحامي أن موكله إلهام توهتي (44 عاماً) لم يقل سوى عبارة واحدة بعيد الحكم "لا أقبل هذا الحكم وأعترض عليه". وانتقد الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة إجراء محاكمة توهتي، وطالبا بالإفراج عنه، وقد منعت السلطات الصينية المراقبين الذين أرسلتهم الحكومات الغربية من دخول المحكمة. وجرت المحاكمة التي استغرقت يومين الأسبوع الماضي وسط تصاعد التوترات العرقية في شينجيانغ في أعقاب عدة اشتباكات قاتلة وهجمات شهدتها الشهور الأخيرة. وأعرب عدد من المفكرين والناشطين الإصلاحيين عن دعمهم له، وقالت منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان إن توهتي معتدل ويدعو إلى علاقات أفضل بين الإيغور والسلطات الصينية. وأصرت جوهر ابنة توهتي -المقيمة في الولاياتالمتحدة- على أن والدها بريء، وقالت إنه اعتقل "بسبب موقفه ودفاعه عن قومه". وقال رئيس الرابطة الأميركية للإيغور عليم سيتوف -في بيان- إن الصين "بهذه المعاقبة القاسية للأكاديمي الإيغوري البارز توجه الرسالة الخاطئة للشعب الإيغوري، ومفادها أن الصين لن تغير سياساتها المتشددة والقمعية في تركستان الشرقية (شينجيانغ) ولن تصغي للتظلمات المشروعة للإيغور". ويمثل الإيغور -ومعظمهم مسلمون- حوالي 9 ملايين من إجمالي 22 مليون نسمة في إقليم شينجيانغ.