في مقطع مترجم.. سأل الابن والده عن قيمة حياته؟ لم يجبه الأب مباشرة وإنما طلب منه أن يناوله حجراً كان عنده.. وأمره أن يذهب ليبيع هذا الحجر في السوق، وإن سأله أحد عن سعر الحجر فليشر بأصبعين "السبابة والوسطى" – يعني الحجر باثنين لكن دون تمييز للمبلغ-، ذهب الولد بالحجر، فسألته امرأة عن سعر الحجر لأنها تود وضعه في حديقتها، لم يتفوه بكلمة وإنما أشار بأصبعيه.. فقالت المرأة: بدولارين، سأشتريه.. غادر الصبي ليخبر والده أن هناك امرأة تريد شراء الحجر بدولارين.. عندها قال الأب: خذ الحجر إلى متحف، وإن أحد أراد شراءه فلا تقل شيئاً فقط أرفع أصبعيك.. ذهب إلى المتحف ومر عليه رجل أراد شراء الحجر فسأل الصبي عن سعره، لم يتكلم وإنما أشار بأصبعيه.. فقال الرجل: سأشتريه بمئتي دولار! انطلق الولد يركض إلى أبيه ليخبره.. فقال الأب: آخر مكان أريدك تذهب إليه هو متجر للأحجار الكريمة.. ذهب الولد ورأى صاحب المتجر الحجر وقال: إنه من أندر الأحجار الكريمة.. بكم تبيعه؟ فأشار الصبي بأصبعيه.. فقال التاجر: سأشتريه بمئتي ألف دولار!.. لم يدر الولد ما يقوله للبائع، فرجع مسرعاً إلى والده. هنا قال الوالد لولده.. يا ابني هل تعلم ما هي قيمة حياتك؟ لا يهم من أين أتيت، ولا أين ولدت، ولا لون بشرتك.. ما يهم هو أن تقرر وضع نفسك، ومن الذين تحيط نفسك بهم.. قد تكون عشت حياتك بأكملها ظناً منك أنك حجر بقيمة دولارين..! القصة تقول بالمختصر كما قال "عمرو بن العاص": المرء حيث يضع نفسه، فإن أعزها علا أمرها، وإن أذلها ذل وهان قدره".. وكما قال الحق جل شأنه: إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها…". قيمة المرء حيث يضع نفسه، فمن ارتقى بنفسه سترتقي مكانته.. ومن حط نفسه في المزالق والمهاوي سينزلها.. حتى على مستوى الدول، فوضع المجتمعات العربية اليوم هو نتيجة ووفق ما خططت له بلدانهم قبل سنوات. إن وضعت نفسك مع الإيجابيين وبينهم ستجدها هناك.. وإن وضعتها مع السلبيين والفارغين سترى نفسك بعد سنوات مثلهم ومعهم.. الارتقاء والطموح، وكذا الهبوط والانتكاس تشمل كل نواحي الحياة، في الفكر وفي العمل والعلم، والأخلاق والتعامل. حتى الأماني والأحلام يسري عليها قانون أين ترى نفسك. يروى أن "كافور" وصاحب له, جيء بهما إلى مصر ليباعا في أسواقها فتمنى صاحبه أن يباع لطباخ حتى يملأ بطنه، وتمنى كافور أن يملك هذه المدينة؛ ليحكم ويأمر.. وقد بلغ كل مناه.. فبيع صاحب كافور لطباخ، وبيع كافور لأحد القادة المصريين، ولما مات مولاه قام مقامه، حتى صار رأس القواد.. وما زال يجد ويجتهد حتى ملك مصر والشام.. ثم مر يوما بصاحبه فرآه عند طباخ بحالة سيئة، فقال لمن معه: لقد قعدت بهذا همته، فكان كما ترون، وطارت بي همتي فكنت كما ترون! قال أبو البندري غفر الله له: إذا لم تكن طرفاً في الحل، فلا تكن جزءاً من المشكلة. وضع نفسك حيث يريد الله أن يراك.. وضع نفسك حيث تريد أن يذكرك الناس عند الرحيل! ولكم تحياااااتي _________________________________________________________ كاتب إعلامي للتواصل تويتر: @alomary2008 إيميل: [email protected]