أثارت الأخطاء في المناهج الدراسية التي تم اكتشافها مع بدء العام الدراسي، "غيرة" الخبيرة التربوية دلال بنت ناصر العنقري – مشرفة عموم بجهاز وزارة التعليم "متقاعدة"، ودفعتها للتقدم بمُبَادَرَة أعلنت من خلالها التطوع لمراجعة المناهج، عبر حسابها على موقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ "تويتر" احتساباً. صَحِيفَة "تواصل" حاورت "العنقري" حول مبادرتها، لتصحيح المناهج تطوعاً، ولتفادي الأخطاء التي تحدث، ورؤيتها حول قرار وزير التعليم بإنهاء تكليف وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية، الدكتور محمد بن عطية الحارثي؛ وإنهاء تكليف المكلفين بمراجعة واعتماد الكتب الدراسية في وكالة المناهج والبرامج التربوية كافة، وإخلاء طرفهم، وإسناد طباعة ومراجعة الكتب الدراسية إلى شركة تطوير للخدمات التعليمية، وتكليف الدكتور راشد بن غياض الغياض؛ بالعمل وكيلاً للمناهج والبرامج التربوية. والخبيرة التربوية دلال بنت ناصر العنقري، حاصلة على بكالوريوس عقيدة ومذاهب معاصرة من جامعة الإمام محمد بن سعود، وبدأت حياتها الوظيفية انْطِلاقَاً من غرفة الصف وتدرجت في ممارسة الوظائف التعليمية، فعملت وكيلة ثم مشرفة إدارة مدرسية ميدانية ثم رئيسة وحدة في مكتب الإشراف، فرئيسة قسم الإدارة المدرسية بإدارة تعليم الرياض ثم كلفت مشرفة عموم بجهاز الوزارة فيما يخص القيادة المدرسية. وفيما يلي نَصّ الحوار مع الخبيرة التربوية دلال بنت ناصر العنقري: *ما الذي دفعك إلى التقدم بمُبَادَرَة للتطوع بمراجعة الكتب الدراسية؟ – الذي دفعني للتقدم بمُبَادَرَة مراجعة الكتب الدراسية هو تكرار الأخطاء في المناهج بشكل غير معهود، وخَاصَّة تحريف بعض الآيات القُرْآنية، وتشويه التاريخ فشعرت بالغيرة على مهنة التعليم، أن تتعرض لمثل هذا الانتقاد الموجع وشعرت بحجم الانتماء للوطن والمهنة. *وجهت دعوة لزملائك المتقاعدين للمشاركة في مراجعة المناهج بدون مقابل هل كان هناك تجاوب؟ – عندما تقدمت بالمُبَادَرَة كنت أدرك أنني لن أتمكن من إنجار المُهِمَّة بمفردي، وكنت أعلم أن زميلاتي وزملائي المتقاعدين لن يتأخروا في قبول دعوتي في الانضمام للفريق التطوعي، وكانوا على قدر من المَسْؤُولية – أكثر الله من أمثالهم – وتجاوب معي كثيرون رجالاً ونساء وبعضهم مازال على رأس العمل. *هل تواصل معك أحد من إدارة التعليم بخصوص مبادرتك؟ – لم يتواصل معي أَي مَسْؤُول من الوزارة بِشَأْنِ المُبَادَرَة حتى تاريخه. *في رأيك لماذا كثرت وتعددت الأخطاء في المناهج الدراسية؟ – تعدد الأخطاء في المناهج الدراسية يعود للتالي: أولاً: عدم كفاءة من أسندت إليهم هذه المُهِمَّة. ثَانِياً: عدم دقتهم في إِيرَاد المعلومة ومراجعة نسخ المسودات. ثَالِثَاً: عدم وجود شراكة بين قطاعات الوزارة، حيث إنه من المفترض أن تعرض المناهج على الإشراف التربوي، حيث الأقسام التخصصية كل يراجع مادته ثم تعاد النسخ للتعديل قبل الطباعة. * لماذا تم إِلْغَاء استمارة نقد المناهج؟ هل كانت دون فائدة؟ – إِلْغَاء استمارة نقد المناهج يعود لعدم وجود الشراكة، بين وكالة التعليم ووكالة المناهج والاستمارة كانت ذات جدوى وبمثابة صمام الأمان. *هل إنهاء تكليف وكيل المناهج وإسناد طباعة ومراجعة الكتب الدراسية إلى شركة تطوير للخدمات التعليمية سوف يحل المشكلة؟ – بالنسبة لإِنْهَاء تكليف وكيل المناهج قرار وزاري يختص بصلاحيات الوزير، أما إسْنَاد مُهِمَّة المراجعة والطباعة لشركة تطوير التعليمية، أعتقد أن السبب عدم وجود البدائل، لكن الشركة لن تتمكن من المراجعة بدون الاستعانة بالإِشْرَاف التربوي بالوزارة، وبيوت الخبرة الوطنية؛ لِأنَّ المناهج من اختصاصاتهم وبإمكان الشركة الاستفادة من مبادرتنا لمساعدتهم. * كيف يمكن إعادة هيكلة وكالة المناهج والبرامج التربوية؟ وما هي احتياجاتها البشرية؟ – إعادة هيكلة وكالة المناهج مرتبط بهيكل الوزارة وليس من اختصاصنا، أما عن احتياجاتها من القوى البشرية فتحدده المواد الدراسية، والعبرة بالكفاءة وليس العدد. * ما هي المهام الملقاة على عاتق اللجنة التي شكلت برئاسة نائب وزير التعليم؟ – لا أعلم عن المهام التي كلف بها اللجنة، فهذا أمر يخصه وهناك نائبان للوزير أحدهما للبنين والآخر لقطاع البنات. * كيف ترين تكليف الدكتور راشد بن غياض الغياض بالعمل وكيلاً للمناهج والبرامج التربوية بِالإِضَافَةِ إلى عمله؟ – الدكتور راشد الغياض رجل مؤهل وعملي ومتمكن، وقادر على إدارة فريق العمل، وسيرته عطرة، على الرغم أنه لم يسبق لي العمل معه، لكن الحمل ثقيل وأعتقد أنه مؤقت. * مَا هِي مقترحاتك لحل مشكلة الأخطاء في المناهج الدراسية؟ – في الأساس ليس هناك مشكلة لو أسندت مُهِمَّة التأليف والمراجعة والتدقيق لكوادر مؤهلة، ممن درَّسوا المناهج وأشرفوا على تدريسها، وممن تتوفر لديهم الكفايات المعرفية بكافة التخصصات. * وما هي مقترحاتك؟ – من مقترحاتي: أن تعمل جميع قطاعات الوزارة بعقل واحد، وبروح الفريق، وأن يكون التنافس في جودة المخرجات. *كلمة أخيرة تودين إضافتها؟ – الشكر كل الشكر ل"تواصل" لإتاحة الفرصة للحديث عن مُبَادَرَة وطنية، من خلال منبر الصَحِيفَة" تواصل "، أتمنى أن تلقى المُبَادَرَة قَبُولاً من شركة تطوير التعليمية، حيث أسندت لها المُهِمَّة، علماً بأنه سبق لي العمل معهم في إِصْدَار "دليل الإشراف التربوي التنظيمي والإجرائي".